للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونظير هذا، قراءة جزم الفعل يرثني من قوله تعالى: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث (١) [مريم/ ٦]. فقراءة الجزم هنا على أنه جواب لفعل الطلب (هب)، أما قراءة الرفع

فعلى أنه صفة ل (وليّ) فيكون المعني: وليّا وارثا (٢) وقال ابن جرير الطبري: وأولى القراءتين عندي بالصواب قراءة من قرأ برفع الحرفين على الصلة للوليّ لأن الوليّ نكرة وأن زكريا إنما سأل ربه أن يهب له وليّا يكون بهذه الصفة كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أنه سأله وليّا ثم أخبر أنه إذا وهب له ذلك كانت هذه صفته، لأن، ذلك لو كان كذلك كان ذلك من زكريا دخولا في علم الغيب الذى قد حجبه الله عن خلقه (٣).

١٠ - إعمال المصدر المنون: إذا نوّن المصدر نصب ما بعده على الظرف وعلى المفعول ونحوه (٤)، كما في قوله تعالى: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما [البلد/ ١٤] حيث قرأ المكي وأبو عمرو والكسائي (أطعم) فعلا ماضيا (٥) فيكون (يتيما) منصوبا على أنه مفعول به للفعل. وقرأ الباقون (إطعام) فيكون (يتيما) منصوبا على أنه مفعول به للمصدر المنون (٦)؛ لأن المصدر المقدّر من أن والفعل يعمل عمل الفعل إذا كان مضافا أو منوّنا أو محلّى بالألف واللام (٧)، وإعماله محلّى بالألف واللام قليل (٨). وإعماله مضافا أكثر ومنونا أقيس (٩).

١١ - اسم الفاعل المنون: يعمل اسم الفاعل إذا كان منونا أو محلّى بالألف واللام (١٠). وقد ورد اسم الفاعل المنون المجرد من الألف واللام في قوله


(١) الكنز/ ٤٨٢.
(٢) أوضح المسالك ٤/ ١٨٩، والفوائد الضيائية ٢/ ٢٦٥، ومعاني النحو ٤/ ٣٩٣.
(٣) القراءات القرآنية في بلاد الشام ١/ ١٦٨.
(٤) أمالي السهيلي/ ١١٣.
(٥) الكنز/ ٦٢٦.
(٦) مشكل إعراب القرآن ٣/ ٨١٩، وشرح ابن عقيل ٣/ ٩٤.
(٧) ظاهرة التنوين/ ١٥٧.
(٨) الفوائد الضيائية/ ٢/ ١٩١.
(٩) المقرب/ ١٤٢، وأوضح المسالك ٣/ ٢٠٥، وشرح ابن عقيل ٣/ ٩٣، ٩٤.
(١٠) الكتاب ١/ ١٦٤ وما بعدها، وظاهرة التنوين/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>