للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصد النفي. وعلى عدم الفصل جاءت قراءة نافع ويعقوب لقوله تعالى: أن لعنة الله [النور/ ٧] بتخفيف (أنّ) ورفع ما بعدها (١). أما إذا كان خبرها جملة فعلية فعلها متصرف يفيد الدعاء فلا يفصل بينهما بفاصل (٢)، وعلى هذا جاءت قراءة نافع لقوله تعالى: أن غضب الله [النور/ ٩] بكسر الضاد فعلا ماضيا ورفع لفظ الجلالة فاعلا (٣).

١٧ - نصب المستثنى ورفعه: إذا كان الكلام في جملة الاستثناء منفيّا والمستثنى من جنس المستثنى منه الموجود في الجملة، فالمختار في المستثنى الرفع على أنه بدل حسب قول البصريين، أو على أنه عطف نسق حسب قول الكوفيين (٤). وفي قوله تعالى: ما فعلوه إلا قليل منهم [النساء/ ٦٦] قرأ الشامي بنصب (قليل)، وقرأ الباقون بالرفع (٥).

فالقراءة بالنصب جاءت على الاستثناء الذي قال عنه مكي: (وهو بعيد في النفي، لكنه كذلك في مصاحف أهل الشام) (٦). والذى عليه ابن مالك وابن هشام أن النصب عربيّ جيد وفصيح شائع (٧). أما قراءة الرفع فقد جاءت على البدل من ضمير الجماعة الواو، وهو هنا بدل بعض من كل على رأي البصريين، أو على أنه معطوف على الفاعل المرفوع قبله وهو الواو (٨) على رأي الكوفيين الذين عدّوا (إلّا) حرف عطف بمنزلة لا العاطفة. وكان ثعلب قد اعترض على رأي البصريين وقال: كيف يكون (قليل) بدلا وهو موجب ومتبوعه منفي؟ لأنه كان ينكر مخالفة


(١) الكنز/ ٥٠٣.
(٢) شرح ابن عقيل ١/ ٣٨٦، وأوضح المسالك ١/ ٣٧٢.
(٣) الكنز/ ٥٠٣.
(٤) بدائع الفوائد ٣/ ٦٠، وأوضح المسالك ٢/ ٢٥٧، والفوائد الضيائية ١/ ٤١٨.
(٥) الكنز/ ٣٩١.
(٦) مشكل إعراب القرآن ١/ ٢٠١.
(٧) أوضح المسالك ٢/ ٢٥٨، وشرح الأشموني ٢/ ٤٥٢.
(٨) مشكل إعراب القرآن ١/ ٢٠١، وأوضح المسالك ٢/ ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>