للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كما قرأ ابن مسعود (١) : «أفلا يعلم إذا بحثر ما فى القبور» [٩] وفى قراءاتنا {بُعْثِرَ} قال الطّائىّ (٢) :

عدتنى عنكم غربة النّأى والنّوى ... لها طربة فى أن تمرّ ولا تحلى

إذا لحظت حبلا من الحىّ محصدا ... رمته فلم يسلم بقتل على قتل

أتت بعد هجر من حبيب تبعثرت ... صبابة ما أبقى الصّدود من الوصل


(١) القراءة فى معانى القرآن: ٣/ ٢٨٦، وتفسير القرطبى: ٢٠/ ١٦٣، والبحر المحيط:
٨/ ٥٠٥.
(٢) هو أبو تمام حبيب بن أوس الطائى، والأبيات فى ديوانه بشرح التّبريزى: ٤/ ٥٢٢، من قصيدة يصف تعذر الرزق عليه بمصر أولها:
أصب بحميّا كأسها مقتل العذل ... تكن عوضا إن عنّفوك من التّبل
وكأس كمعسول الأمانى شربتها ... ولكنّها أجلت وقد شربت عقلى
إذا عوتبت بالماء كان اعتذارها ... لهيبا كوقع النّار فى الحطب الجزل
إذا هي دبّت بالفتى خال جسمه ... لما دبّ فيه قرية من قرى النّمل
إذا ذاقها وهى الحياة رأيته ... يعبّس تعبيس المقدّم للقتل
ثم قال:
فجاد دمشقا كلّها جود أهلها ... بأنفسهم عند الكريهة والبذل
سقاهم كما أسقاهم فى لظى الوغى ... ببيض صفيح الهند والسّمر الذّبل
فلم يبق من أرض البقاعين بقعة ... وجاد قرى الجولان بالمسبل الوبل
بنفسى أرض الشّام لا أيمن الحمى ... ولا أيسر الدّهنا ولا وسط الرّمل
فلم أر مثلى مستهاما بمثلكم ... له مثل قلبى فيه ما فيه لا يغلى
عدتنى عنكم مكرها ......... ... ................ ....... الأبيات