قرأ حمزة والكسائىّ:«علاّم الغيب» بالخفض نعت للرب تعالى فى قوله: «قل بلى وربّى علاّم الغيب» لأنّ «بلى» صلة للقسم، و «ربّى» جرّ بواو القسم. و «علاّم» أبلغ فى المدح من «عليم» و «عالم» لأنّ فعّالا لفعل وضع للتّكثير والدّوام، والمبالغة فى الصّفة كقوله:[جزّار] وحلاّق، وفلان سبّاق بالخيرات، واحتجا بما حدّثنى ابن مجاهد عن محمّد بن هارون عن يحيى بن زياد قال: فى حرف ابن مسعود «علاّمُ الغيب» واحتجّا أيضا بما فى /آخر السّورة {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاّمُ الْغُيُوبِ}[٤٨].
وقال الباقون أعنى من قرأ:{عالِمِ الْغَيْبِ} وهم ابن كثير وأبو عمرو وعاصم {عَلاّمُ الْغُيُوبِ} فى آخر السّورة مضاف إلى الجمع فشدّدت للتّكثر والتّرديد. كما تقول العرب: أغلقت الباب مخفّفا فإن جمعوا قالوا غلّقت الأبواب، وذبّحت الشّاء قالوا: والاختيار {عالِمِ الْغَيْبِ} كما قال تعالى فى:
وقرأ نافع وابن عامر:«عالمُ الغيب» بالرّفع على الابتداء والخبر: هو عالم الغيب. والعرب تقول: رجل عالم فإذا زادوا فى المدح قالوا: عليم، فإذا بالغوا فى الوصف قالوا: علاّم، وعلاّمة.