الرّجوع إلى مؤلفاتهم، وأهم وأوثق مصادره، ولعلّ ما فيه من الأخبار والرّوايات المختلفة عن هؤلاء الشيوخ التى لا نجدها فى مصدر هى السّمة الواضحة التى تعطى كتاب أبى عبد الله أهميّة خاصة.
[٥ - أثره فيمن بعده]
لم أجد لكتاب ابن خالويه هذا من الشّهرة بين العلماء ما أجده لكتابه (إعراب ثلاثين سورة) له مع أن كتابه هذا أرحب مجالا وأكبر حجما، وفيه من الفوائد العلميّة المتنوعة أضعاف ما فى كتاب (إعراب ثلاثين سورة) ولكن أبادر فأقول: إنّ للكتب من حيث الانتشار والذّيوع بين الأوساط العلميّة أو الخمول وعدم الذكر وبقائها خاملة على الدّروج والرّفوف لا يعلم بها ولا يهتدى إليها، إنّ لها فى ذلك حظوظا كحظوظ الرّجال فكم برز على السّاحات العلمية أشباه علماء واختفى عن السّاحة أفاضلهم، وخمل ذكرهم، وكذلك الكتب، ولا يلزم من هذا أن تكون هذه قاعدة، بل هذا قد يحصل، ووجود العكس هو الأصل وهو غير مستغرب.
ويظهر أن كتاب ابن خالويه من هذه القلة التى لم يسعفها الحظ من الشهرة والذّيوع والانتشار.
وأقول أيضا: هل هذا الكتاب يساوى مختصره المسمى ب (الحجّة) المنسوب إلى ابن خالويه؟ وقدّر لذلك أن يطبع وينتشر وبقى هذا قابعا فى مكانه.
والأمر الآخر: أنّ هذا الكتاب قد يكون من آخر مؤلفات ابن خالويه فلم يجد من الشهرة والمكانة بين العلماء ما وجدته مؤلفاته الأخرى التى نسخت فى عهده وقرئت عليه ورويت عنه وتداولها الناس بعد ذلك جيلا بعد جيل.
ولا أعرف أحدا من المتقدمين نقل عنه، أو اقتبس منه، أو أحال عليه، أو ذكره ذكر المطلع عليه المفيد منه.