للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[(ومن سورة الممتحنة)]

قال أبو عبد الله إنما سميت هذه السّورة باسم المرأة (١) التى كانت مهاجرة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم من نساء الكفّار وتدع زوجها فقال الله تعالى:

{فَامْتَحِنُوهُنَّ} لئلا تكون فارقت زوجها عن تقال، وإنّما هاجرت ابتغاء الإسلام فكان الرّسول عليه السّلام يبايعهن على أن لا يشركن بالله شيئا، ولا يسرقن/ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن، يعنى الموؤدة، ولا يأتين ببهتان يعنى:

أن تزنى المرأة فتأتى بولد من غير زوجها فتنسبه إلى الزّوج فذلك قوله تعالى:

{يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} وكانت هند (١) أتت النّبى عليه السّلام، فلما أراد النّبىّ عليه السّلام أن يبايعها قال لها: أبايعك على أن لا تزنى، قالت: وهل تزنى الحرّة؟ قال: ولا تسرقى، قالت: إلا من مال أبى سفيان، قال: ولا تقتلى أولادك قالت: إن لم تقتلهم أنت، فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وكان الحكم فى الممتحنة إذا جاءت مسلمة أن يتزوّجها المسلم بغير عدّة، ولا ترجع إلى الكفّار لا تحلّ له ولا يحلّ لها، ولكن يردّ عليه مهره.

١ - وقوله تعالى: {يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ} [٣].


(١) هى هند بنت عتبة بن ربيعة أمّ معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما أخبارها فى الاستيعاب:
١٩٢٣، والإصابة: ٨/ ١٥٥.
وينظر: طبقات ابن سعد: ٨/ ١٧٠ ... وغيره.
وذكر الحافظ ابن حجر الآية وذكر أنها أسلمت يوم الفتح، وقال ومن طرقه ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح مرسل عن الشعبى وعن ميمون بن مهران ففى رواية الشعبى: وَلا يَزْنِينَ قالت هند:
وهل تزنى الحرة ... ».