للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للهزل: الحرنبذ. وقال فى قوله (١) : {بَنِينَ وَحَفَدَةً} قيل: الأصهار (٢) .

وقيل: الخدم (٣) .وقيل: الحرنبذين. وخالف أبا بكر خلافا شديدا، فيرى ذاك أن عاصما كان يعرف القراءات فأقرأ أبا بكر بحرف وأقرأ حفصا بحرف؛ لأنّ حفصا عندنا ثقة. وقد ذكر أنه ما خالف عاصما فى حرف من القرآن إلاّ فى قوله: {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} (٤) فإنّه اختار لنفسه «من ضُعف» أعنى حفصا.

وذهب إلى الحديث الّذى حدّثنا به أحمد بن عبدان، قال: حدّثنا علىّ ابن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد، قال: سمعت الكسائى يحدّث عن الفضيل بن مرزوق عن عطيّة العوفيّ، قال: قرأت على ابن عمر: {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} قال: إني قرأتها على رسول الله صلّى الله عليه وسلم كما قرأتها عليّ، فقال لى: «من ضُعف».

والدّليل على ما قلت: أنّ عاصما كان يقرئ كلاّ بحرف أنّ أبا عبيد/ حدّثنى، قال: حدّثنا ابن أبي خيثمة عن أبى سلمة المنقرىّ، عن أبان، عن قتادة. قال: سألت عاصما {قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا} (٥) فقال:

«شقاوتنا» ثم قال: {شِقْوَتُنا} ثم قال: أيّتهما شئت؟


(١) سورة النحل: آية: ٧٢.
(٢) جاء فى زاد المسير: ٤/ ٤٦٩: «وفى الحفدة خمسة أقوال، أحدها: أنهم الأصهار، اختان الرجل على بناته قاله ابن مسعود وابن عباس فى رواية، ومجاهد فى رواية، وسعيد بن جبير والنخعى، وأنشدوا على ذلك:
ولو أن نفسى طاوعتنى لأصبحت ... لها حفد مما يعد كثير
ولكنها نفس علىّ أبيّة ... عيوف لأصهار اللئام قذور
وينظر: المحرر الوجيز: ٨/ ٤٦٧، وتفسير القرطبى: ١٠/ ١٤٤.
(٣) قال ابن الجوزى أيضا: «رواه مجاهد عن ابن عباس وبه قال مجاهد فى رواية الحسن وطاووس وعكرمة فى رواية الضحاك ... ».
(٤) سورة الروم: آية: ٥٤.
(٥) سورة المؤمنون: آية: ١٠٦.