للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبيّ بن كعب، وقرأ أبيّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وقد قرأ النّبى عليه السّلام على أبي ليأخذ أبيّ ألفاظ‍ رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

وقرأ نافع على سبعين من التابعين منهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة ابن نصاح (١) ، ويزيد (٢) بن رومان، قال: فما اتّفق عليه اثنان أخذته، وما شذّ واحد منهم تركته حتى ألّفت هذه القراءة. وكان أبو جعفر قرأ على عبد الله ابن عبّاس وعلى مولاه عبد الله بن عيّاش.

وأما أبو عمرو فقرأ على ابن كثير ولقي مجاهدا، وقيل: إنه قرأ على مجاهد نفسه.

وأمّا عاصم فإنّه قال: ما قرأت على أحد من الناس إلا على أبي عبد الرّحمن السّلمى، وكنت أرجع من عنده فأعرضه على زرّ بن حبيش (٣) ، فما كان من قراءة زرّ فهو عن عبد الله بن مسعود، وما كان من قراءة أبى عبد الرّحمن فهو عن على بن أبي طالب رضى الله عنه، وكان زرّ بن حبيش صاحب عربية، وكان عبد الله يسأله عن العربيّة فقال له يوما: ما الحفدة؟ فقال الخدم، قال: فقال عبد الله: لا، ولكنّهم الأختان. وعاش زرّ مائة سنة وعشرين سنة، فلما كبر سنّه أنشأ يقول:

إذا الرّجال ولّدت أولادها ... وارتعشت من كبر أجسادها


(١) شيبة بن نصاح بالنون والصاد المهملة والحاء المهملة أيضا. معرفة القراء: ١/ ٧٩.
(٢) يزيد بن رومان بالرّاء المضمومة معرفة القراء: ١/ ٧٦.
(٣) قال الأمير الحافظ فى الإكمال: ٤/ ١٨٣ «أمّازرّ- بكسر الزاى- فهو زرّ بن حبيش، أبو مريم الأسدىّ ... » وينظر: طبقات ابن سعد: ٦/ ١٠٤، والتاريخ الكبير: ٣/ رقم ١٤٩٥، وتهذيب الكمال: ٩/ ٣٣٥، ومصادر الترجمة هناك.