للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصدر مشرق النّحر ... كأن ثدييه حقّان

أراد: كأنّ فخفف، فهذا إنشاد البصريين رحمهم (١) الله، والكوفيّون إذا خفّفوا رفعوا فقالوا: «كأن ثدياه» إلا أن يكون الاسم مكنيا كقوله (٢) :

فلو أنك فى يوم الرّخاء سألتنى ... فراقك لم أبخل وأنت صديق

أراد: فلو أنّك:

والوجه الثّانى: أن يكون أراد فأذّن مؤذن بينهم أي: لعنة الله ف‍ «أن» بمعنى «أي»، وهذا حكاه الخليل (٣) رضي الله عنه. كقوله (٤) : {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا} أي امشوا.


(١) فى الأصل: «رحمه الله».
(٢) من شواهد المنصف: ٣/ ١٢٨، والإنصاف: ٢٠٥، والتبيين: ٣٤٩، والمفصل: ١٣٨، وشرحه لابن يعيش ٨/ ٧١، والجنى الدانى: ٢١٧، والمغنى: ٢٩، وشرح شواهده: ١٠٥، والخزانة: ٢/ ٤٦٥، ٤/ ٤٥٢.
والمسألة من مسائل الخلاف ذكرها ابن الأنبارى فى الإنصاف: ١٩٥ المسألة رقم (٣٤) والعكبرى فى التبيين عن مذاهب النحويين: ١٤٧ المسألة رقم (٥٣) واليمنى فى ائتلاف النصرة: ١٦٩ المسألة رقم (٤٨) فصل الحرف.
وصحح ابن الأنبارى والعكبرى مذهب البصريين أمّا اليمنىّ فقال: «والأصح عندى مذهب الكوفيين، وكلام الجماهير يشعر بترجيحه، وقال ابن بابشاذ: هو مذهب أكثر النحويين».
(٣) رأي الخليل فى الكتاب: ١/ ٤٧٩، وشرحه للسيرافى: ٤/ ٥٠ (مخطوط) وهى التى تسميها النحاة (المفسرة).
ينظر: الجنى الدانى: ٢٢٠. وعقد لها الزمخشرى فى المفصل بابا ص ٣١٣، وشرحه لابن يعيش: ٨/ ١٤٠.
ونصّ سيبويه فى كتابه: «هذا باب ما يكون فيه «أن» بمنزلة «أي» وذلك قوله عزّ وجلّ:
وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا زعم الخليل أنه بمنزلة «أي»؛ لأنك إذا قلت انطلق بنو فلان أن امشوا فأنت لا تريد أن تخبر أنهم انطلقوا بالمشي ومثل ذلك ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وهذا تفسير الخليل، ومثل هذا فى القرآن كثير».
(٤) سورة ص: آية: ٦.