للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنّما جاز ذلك للشّاعر إذا كان الخبر هو الاسم أو من سببه، والمكاء:

الصّفير. والتّصدية: التّصفيق.

وروى عبّاس عن أبى عمرو «مكا» مقصور.

قال ابن مجاهد: ولا وجه للقصر، كأنّه ذهب إلى أن الأصوات كلّها جاءت بالمدّ نحو الدّعاء، والرّغاء.

قال أبو عبد الله: وقد جاء البكاء ممدودا ومقصورا (١) قال الشّاعر:

بكت عينى وحقّ لها بكاها ... وما يغنى البكاء ولا العويل/

فإن صحّ فى اللّغة قصرها على ما روى عن أبي عمرو جاز كما قصر البكاء وإن لم يصحّ فى اللّغة كما شذّ فى القراءة رفض فاعرف ذلك فإنه لطيف.


- ونسب هذا البيت إلى خداش بن زهير، فى أشعار العامرين للدكتور عبد الكريم يعقوب، عن الكتاب وشرح أبياته للأعلم وعيون الأخبار لابن قتيبة؟ وما هكذا يكون جمع الشعر وتوثيقه؟ !
ينظر: شعر خداش للدكتور يحيى الجبورى: ٦٦، وخرّجها تخريجا حسنا قال أبو محمد الأعرابى الأسود فى فرحة الأديب: ٥٣: «وهذه قطعة طريقة أكتبناها أبو الندى وذكر أنها لثروان بن فزارة بن عبد يغوث بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر» وهى:
وكائن قد رأيت من اهل دار ... دعاهم رائد لهم فساروا
فأصبح عهدهم كمقص قرن ... فلا عين تحس ولا أثار
لقد بدلت أهلا بعد أهل ... فلا عجب بذاك ولا سخار
فإنك لا يضيرك بعد عام ... أظبي كان أمّك أم حمار
فقد لحق الأسافل بالأعالى ... وماج القوم واختلط النّجار
وعاد الفند مثل أبى قبيس ... وسيق مع المعلهجة العشار
وينظر: شرح أبيات المغنى لعبد القادر البغدادى: ٧/ ٢٤٣.
(١) المقصور والممدود لابن ولاد: ١٥، وأنشد البيت ونسبه إلى حسان بن ثابت، وهو مع أبيات فى ديوان حسان: ٥٠٤، وذكر محققه الدكتور وليد عرفات الخلاف فى نسبتها وديوان عبد الله بن رواحة: ١٣٢، فى رثاء حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه وديوان كعب بن مالك: ٢٥٢.