للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عميرة ما يدريك أن ربّ مهجع ... تركت ومن ليل التّمام طبيق

وقد غار لحم بعد لحم وقد دنت ... أواخر أخرى فاستقلّ فريق

١٥ - وقوله تعالى: {أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا} [١٠٨].

قرأ حمزة والكسائىّ وحفص {سُعِدُوا} بضم السين على ما لم يسم فاعله. جعلاه من الفعل الذى يصلح للفاعل والمفعول كقولك/: نزحت البئر ونزحتها، وجبر الله فلانا فجبر هو [وينشد] قول العجاج (١):

قد جبر الدّين الإله فجبر ... وعوّر الرّحمن من ولّى العور

فكذلك: سعد زيد، وسعده الله، ومن ذلك قيل: رجل مسعود من سعد.

وقرأ الباقون «سَعدوا» بفتح السين. وحجتهم: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا} [١٠٦] ولم يقل اشقوا، والاختيار إذا رددت سعد إلى ما لم يسم فاعله أن تقول:


-
وتواهقت أخفافها طبقا ... والظّلّ لم يفضل ولم يكرى
أراه من هذا».
(١) ديوان العجّاج: ١/ ٢ أول أرجوزة طويلة يمدح بها عبيد الله بن معمر، وكان عبد الملك- رحمه الله- وجهه إلى أبى فديك الحرورى. وبعدهما:
فالحمد لله الّذى اعطى الحبر ... موالى الحق إن المولى شكر
عهد نبىّ ما عفا وما دثره ... وعهد صدّيق رأى برّا فبرّ
وعهد عثمان وعهدا من عمر ... وعهد إخوان هم كانوا الوزر