للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الباقون: {وَلَمْ يَقْتُرُوا} بضمّ التاء من قتر يقتر فالأول مثل ضرب يضرب. والثانى مثل أكرم يكرم. والثالث مثل قتل يقتل. ولو قرئ: ولم يقترّوا -بالتّشديد-جاز لأنّ كلّ ما جاز فيه فعل وأفعل صلح أن تعرض عليه يفعّل، قال الشّاعر/حجّة لنافع فى الإقتار:

تالله لولا صبية صغار ... كأنّما وجوههم أقمار

تضمّهم من العتيك دار (١) ...

أخاف أن يمسّهم إقتار ... أو لاطم بكفّه أسوار

لما رآنى ملك جبّار ... ببابه ما وضح النّهار

واختلف الناس فى السّرف فى النّفقة، فقال قوم: الإسراف: كلّ ما أنفق فى غير طاعة الله كقوله (٢) : {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ} وقال علىّ رضى الله عنه: «ليس فى المأكول والمشروب سرف وإن كان كثيرا».

وقال الآخرون: الإسراف فى الحلال فقط؛ لأنّ الحرام لا يجوز منه الذّرة


(١) قال ياقوت فى معجم البلدان: عتيك: بفتح أوّله وكسر ثانيه، ثم ياء مثناة من تحت ساكنة وكاف ... وهو موضع ... وأورد الأبيات لراجز لم يسمّه، ولم يورد الرابع والخامس، وأنشدها المؤلّف فى شرح الفصيح: ٤٤ وهى مع أبيات فى كتاب العيال لابن أبى الدّنيا: ١/ ٣٣٧، وجاء فى التصريح: ١/ ٩١:
* وجوههم كأنّها أقمار*
(٢) سورة الإسراء: آية: ٢٧.