وعثرت على نسخة منه في جامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكية.
عام ١٤٠٣ هـ وطرت بها فرحا، وقمت بنسخها، وتعذّر علىّ قراءة كثير من عباراتها واستحال على كثير من صفحاتها، واستعنت بقراءة بعضها بشيوخنا الأفاضل منهم الشيخ المرحوم سيد أحمد صقر، وأستاذنا الدّكتور خليل محمود عساكر، وأستاذنا الدكتور محمد بن إبراهيم البنّا، وصديقنا الدّكتور عبد الله بن سليمان الجربوع
وكنت كلما زدت منه قربا ازداد مني بعدا، وأبي أبيّه أن ينقاد، وتفرّقت شوارده في البلاد، وكنت أقرأ فيه من وقت إلى آخر فإذا حللت بعض إشكالاته خيل إلى أنه من أسهل الكتب وأيسرها وأقلها مئونة، وإذا واجهتني بعض معمّياته تحيّرت وحيّرت من معي وعلمت أنني لا أستطيع قراءتها لا يقينا ولا ظنا، ثم تلوت الآية (إنّا لله وإنّا إليه راجعون) فالكتاب ملئ بالفوائد صعب الموارد، دونه خرط القتاد، واستمر هذا العمل سنوات ولم أفز منه بطائل، وكاتبت الجامعة الأمريكية المذكورة في إعادة تصوير بعض صفحاته ففعلوا، ولم تكن هذه تحل المشكلة.
واقترح على صديق كريم أن أنتقي منه ما يصلح أن يكون أساسا ل «مختصر شرح الفصيح لابن خالويه» إلا أنني-وأملي بالله-أرجو أن أعثر على نسخة أخرى قبل الاقدام على مثل هذه الخطوة، وفي أثناء عملى في (إعراب القراءات) قرأت أن صديقنا الدّكتور حاتم بن صالح الضّامن يعمل عليه هو واحد زملائه في بغداد وأكّد لي ذلك صديقي الدّكتور صالح العايد فسرّني ذلك كثيرا، وعلمت أنّه قد «أخذ القوس باريها» واين عملي من عمل الدّكتور المذكور:
ابن اللّبون إذا ما لزّ في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس
وأسأل الله-جلّ ثناؤه-أن يوفقهما لإخراجه.
جاء في أوله:«بسم الله الرحمن الرحيم» وصلى الله على محمد [وآله وصحبه وسلم] تسليما تفسير ما جاء فى كتاب «الفصيح» من غريب وغير ذلك