للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حقّ التّوكّل لغرّكم كما يغرّ الطّائر فرخه» أى لزقكم كما يزق الطّائر فرخه، وجاء فى حديث آخر: «كما يزق الطّائر بجّه»، والبجّ: الفرخ، والبجّ:

الشقّ، فأما البجّة فاسم صنم قال النّبىّ صلّى الله عليه وسلم (١): «أخرجوا صدقاتكم فإنّ الله أراحكم من السجّة والبجّة».

١٥ - وقوله تعالى: «وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ} [٢٢٤].

قرأ نافع وحده: «يَتْبَعُهُم» مخففا من تبع يتبع.

وقرأ الباقون: «يَتَّبِعُهمْ» من اتّبع يتبع. فتبع: سار فى أثره واتّبعه لحقه ذهولا.

والشّعراء: هم الكفّار الذين كانوا يهجون رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويقولون بالكذب الصراح وما لا يفعلون، والشّيطان كان يقذف فى لسانهم ويعينهم على


(١) أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلّام رحمه الله فى غريب الحديث: ١/ ١٢٤ (ط) مجمع اللغة العربية بالقاهرة بسنده، وفى لفظه: « ... من الجبهة والسجّة والبجّة».
وفسّرها أنها آلهة كانوا يعبدونها فى الجاهلية».
وأنكر الخطّابي على أبى عبيد هذا التفسير فقال: «السّجة: المذقة من اللّبن يصب عليها الماء حتى يصير سجاجا والسجاج: كلّ لبن غالب عليه الماء. والبجّة: الفصد الذى كانوا يفصدون فيستدمون فيأكلونه، قال العجّاج يصف ثورا وكلابا.
يطعنهنّ فى كلى الخصور ... وبجّ كل عاند نعور
قال: والجبهة هاهنا المذلّة، يقول هذا الكلام للعرب يذكرهم آلاء الله عليهم ويقول: كنتم فى مذلة تجبهكم وكان قوتكم السجاج من اللبن والفصيد من الدّم فقد جعلكم خلفاء فى الأرض ووسع عليكم». وأنكر تفسير أبى عبيد لها فقال: «وقول من زعم أنها كانت آلهة تعبد من دون الله ... ».
وينظر: غريب الخطابى: ٢/ ١٧٨، وتهذيب اللغة: ٦/ ٦٦، والمحكم: ٧/ ٣١، ١٦٤، ٤/ ١٢٦، والنهاية: ١/ ٢٣٧. وديوان العجّاج: ٢/ ٣٧٠، ٣٧١ غير متواليين مع اختلاف رواية.