للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وجوههم، قال الله تعالى: {وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} أى: لم تكن لتوصل التّراب إلى عيون ثلاثين ألفا ولكن الله أوصله. ويقال: الذى رمى فى ذلك اليوم على ابن أبى طالب رضى الله عنه.

١ - وقوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ} [٥].

قرأ نافع وحمزة والكسائىّ: «إن كنتم قوما» بكسر الهمزة جعلوه مستأنفا شرطا.

وقرأ الباقون: {أَنْ كُنْتُمْ} جعلوه فعلا ماضيا أراد: إذ كنتم، كما قال (١): {أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى} أى: إذ جاءه الأعمى. وكذلك: أسبّك أن حرمتنى، فموضع «أن» نصب عند البصريّين، جرّ عند الكوفيّين؛ لأنّ التّقدير: الذّكر صفحا لأن كنتم وبأن كنتم قوما مسرفين، والمسرف: الذى/ ينفق فى معصية ولا إسراف فى طاعة الله. وقال صلّى الله عليه وسلم: «لا إسراف فى المأكول والمشروب».

وقرأ الناس كلّهم: {الذِّكْرَ صَفْحاً} بفتح الصّاد إلاّ سميط بن عمير وشبيل بن عزرة (٢) فإنّهما قرءا «صُفحا» بضمّ الصّاد، وهما لغتان: الصّفح،


(١) سورة عبس: الآية: ٢.
(٢) شبيل بن عزرة بن عمير الضّبعى، أبو عمرو البصرى، أحد بنى الهنداوى من بنى ضبيعة، وهو ختن قتادة بن دعامة، وكان من أئمة العربية.
قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة. وذكره ابن حبان فى كتاب «الثّقات» وقال:
«ربما أخطأ ... ».
أخباره فى تهذيب الكمال: ١٣/ ٢٧٣ والنقل هنا عنه. وينظر: تاريخ خليفة: ٣٧٨، والجرح والتعديل: ٤/ ٣٨١ والأغانى: ٢١/ ٥٧، وإنباه الرواة: ٢/ ٧٦، وتهذيب التهذيب: ٤/ ٣١٠.
والحديث مذكور فى أخباره فى تهذيب الكمال.