للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل هذا الكتاب الجامع هو (إعراب القرآن).أو (البديع) أو (الإيضاح) أو (المفيد)؟ !

لا أستطيع أن أجزم بشيء من ذلك. وأكّد ابن خالويه نفسه فى (إعراب ثلاثين سورة) أنّ له كتابا موسعا فى إعراب القرآن فقال: «وفى الحروف المقطعة ثلاثون قولا قد ذكرتها فى (إعراب القرآن) فمن الجائز أن يكون إعراب القرآن هذا هو (البديع) أو (المفيد) أو (الإيضاح) فيكون إعراب القرآن هو موضوعه ومضمونه، وعنوانه (البديع) أو (المفيد) أو (الإيضاح) فإذا كان أحدها فإنّه سيكون للثانى وللثالث موضوع آخر يختلف عن القراءات وتوجيهها وإعرابها، وتتناول التفسير بمضمونه الواسع ... بشكل مختصر ومفصّل.

وما زال الغموض يكتنف هذه المؤلّفات وعلاقة بعضها ببعض فله كتاب قديم اسمه (البديع) منه نسخة فى مكتبة جستربيتى ذكر فيه القراءات السّبع وزادهم ثامنا هو يعقوب، فما صلة هذا الكتاب بكتابه (السّبعة)؟ وهل يمكن أن يؤلّف فى السّبعة ثم يعيد التأليف فيهم مرّة أخرى ليضيف إليهم ثامنا؟ وفى إعراب القراءات يقول (١) : «وفيها قراءة سادسة وسابعة وثامنة وتاسعة ذكرتها فى (البديع)» فزادت القراءات الموجودة فى (البديع) عن الثمان إذا.

ونسخة (البديع) الموجودة فى مكتبة جستربيتى وشّيت هوامشها بكتاب «الشواذ» ويعرف كتاب الشواذ ب‍ «مختصر الشواذ من البديع» فما علاقة «الشواذ» ب‍ «البديع»؟ ألأنّها كتبت على هوامشه أصبحت مختصرا عنه؟ ! .

ولم أجد نسخة مسندة من كتاب (الشواذ) أو قديمة الخط‍ سوى ما كتبت على هوامش البديع، ورأيت له نسخا متأخرة نوعا ما تخلو من السند.

والذى يخيّل إلىّ أنّ كتاب «البديع» كان موسّعا فى ذكر القراءات الصّحيحة السّبعيّة والزّائدة عليها والشّاذة أيضا، ثم جرّد السّبعة وزادهم ثامنا، ووشّى هوامشه بالقراءات الشاذة ثم أهداه إلى سيّده سيف الدّولة. فيكون كتاب السّبعة قبله فى التأليف، ولعله لم يؤلّف هذا المجرّد من البديع إلاّ بطلب من الأمير


(١) إعراب القراءات: ٢/ ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>