للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتابع المؤلف ابن مجاهد فى كتابه «السّبعة» واقتفى أثره، وسار على نهجه، والتزم طريقته لا يحيد عنها، وقد صدر كثيرا من فقرات الكتاب ب‍ «حدثنى ابن مجاهد» و «أخبرنى ابن مجاهد» و «سألت ابن مجاهد» و «سمعت ابن مجاهد» و «قرأت على ابن مجاهد».

قال (١) فى إعراب القراءات: «أما فى (الزّخرف) {يا عِبادِ} فنذكره فى موضعه إن شاء الله كما ذكره ابن مجاهد؛ لأنّا نحن متبعون لشيوخنا لا مبتدعون».

وقد ناقش ابن خالويه شيخه ابن مجاهد فى بعض آراءه شأن العالم المنصف الذى لا يعميه الهوى، يوافق شيخه على صوابه، ويحترم آراءه، ولا يسلم بأخطائه.

قال فى إعراب القراءات (٢) : «وقرأت حروف السّبعة واختلافهم حرفا حرفا من كتاب «السّبعة» على ابن مجاهد أربع مرّات وقرأت حروف الكسائى صنعته مرتين عليه».

وكان ابن خالويه ينصت إلى قراءة ابن مجاهد ليعرف مقدار مدوده، ونغمته بالقراءة، وترتيله، وتجويده، وحدره، ومواضع وقفه وابتدائه، وكان إذا أشكل عليه شئ من ذلك سأله عن سببه، ذكر فى إعراب القراءات (٣) أنّ ابن مجاهد إذا قرأ سورة (التكوير) فى الصّلاة قرأها بنفس واحد من أولها ووقف {عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ} وقال أيضا (٤) : «وصليت خلف ابن مجاهد فوقف على {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ} وابتدأ: {إِلَاّ الَّذِينَ آمَنُوا} فقلت له: -كما انفتل-وقفت على الاستثناء؟ قال: لأنّه استثناء منقطع بمعنى لكنّ الّذين آمنوا».


(١) إعراب القراءات: ٢/ ١٩٠.
(٢) إعراب القراءات: ١/ ١٥.
(٣) إعراب القراءات: ٢/ ٤٤٦.
(٤) إعراب القراءات: ٢/ ٤٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>