ثم يذكر كلام الكوثري, ثم يعقب عليه بما له وما عليه. وقد فصل الكلام حول بعض المسائل, مثل قطع اليد في ربع دينار (رقم ١٤) , والقضاء بشاهد ويمين (رقم ١٥) , ومسألة رفع اليدين (رقم ٢) , وإذا بلغ الماء قلتين لم ينجس (رقم ١) , وخيار المجلس (رقم ٧) , والقتل بالمثقل (رقم ١٢). وأطال في نقد الأحاديث الواردة في الباب وبيان فقهها ومذاهب العلماء فيها, وناقش الكوثري وبين ما في كلامه من التعسف ومجانبة الحق والصواب, ورد على تضعيفه للأحاديث الصحيحة وتأويلها. كل ذلك بأسلوب علمي هادئ رصين يقنع الباحث المنصف, وينبغي أن يقتدى به في بحث المسائل الفقهية دون همز أو لمز أو جناية على الآخرين.
وقد نظر المؤلف في الأحاديث والآثار التي احتج بها الأستاذ الكوثري ومَن سبقه, وبين درجتها من الصحة والضعف, وتكلم على أسانيدها ومتونها وما يستنبط منها, وذكر وجوه التوفيق بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض, ورد على دعوى الاختلاف والاضطراب فيها. ونثر في أثنائها فوائد حديثية ودقائق علمية قد لا توجد في المطوَّلات.
أما القسم الرابع من التنكيل فهو «القائد إلى تصحيح العقائد» , ألفه الشيخ ردًّا على الكوثري عند ما تعرض في كتابه «تأنيب الخطيب» للطعن في عقيدة أهل الحديث, ونبزهم بالمجسمة والمشبهة والحشوية, ورماهم بالجهل والبدعة والزيغ والضلالة, وخاض في بعض المسائل الاعتقادية كمسألة الكلام والإرجاء, فتعقبه الشيخ في هذا كما تعقبه في غيره.
ويتكون الكتاب من مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة, أما المقدمة فقد بدأها بذكر أن الله غني عن العالمين, وقد خلق الخلق لعبادته وطاعته بامتثال