غير ذلك: الوسيلة الثانية من التحفيز: الجمع بين الإنفاق في سبيل الله وبين الصلاة، كثيراً ما جمع الله بينهما في قرآنه سبحانه وتعالى، ومن المعروف أن الصلاة عماد الدين، فيأخذ الإنفاق في سبيل الله من القلب حيزاً يقترب من حيز الصلاة، مثل قوله:{إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا}[المعارج:١٩ - ٢١]، صفات أساسية مجبول عليها الإنسان: الهلع، والجزع، والمنع أي: البخل، ثم ما هو الاستثناء؟ {إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ}[المعارج:٢٢ - ٢٣]، إذاً الصلاة أول شيء ثم قال:{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}[المعارج:٢٤ - ٢٥].
وانظر إلى فقه أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، ذاك الرجل الذي لا تنقضي عجائبه، لما حدثت الردة وكان من المرتدين من ارتد فقط بمنع الزكاة، وكان بعض الصحابة يرى أنهم ما داموا قد شهدوا أنه لا إلا الله وأن محمداً رسول الله فلا يقاتلون، ولفقه الصديق رضي الله عنه -وهو يعلم أن الجميع متفقون على أن منكر الصلاة كافر- لاحظ أن الله قد جمع بين الزكاة أو الإنفاق وبين الصلاة في مواضع كثيرة جداً في القرآن الكريم، فقال قولته الحكيمة: لا أفرّق بين شيئين جمعهما الله.
ومن هنا نعلم أنه إذا كان حكم إنكار الصلاة كفر والله قد جمع بين الصلاة والزكاة كثيراً.
إذاً: إنكار الزكاة كفر.
المهم عندنا أن نفهم أن هذا الجمع بين الصلاة والإنفاق لم يتكرر بين الصلاة وشيء آخر؛ مما يحفز المؤمن على الاهتمام والتدريب على عملية الإنفاق.