[اليقين الكامل أن العمر لا يزيد ولا ينقص عما قدره الله]
رابعاً: عند المسلمين يقين كامل أن العمر لا يزيد ولا ينقص عما قدره الله سبحانه وتعالى، وأن الأجل محتوم:{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}[الأعراف:٣٤]، محمد الدرة الطفل الشهيد الذي استشهد وهو يبلغ من العمر ١٢ عاماً في مشهد مأساوي مؤثر للغاية، هذا الغلام لو لم يخرج من بيته لمات في داخل بيته، ولكن الله قدر سبباً معيناً لموته فخرج لهذا السبب:{قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[آل عمران:١٥٤]، لكن انظر إلى فضل الله وكرمه، لو مات هذا الغلام في بيته لحزن عليه أبواه وإخوته فقط وإلى أجل محدود، أما باستشهاده بهذه الصورة فقد أحيا أمة، كاملة من أندونيسيا إلى المغرب وسيظل المؤرخون يؤرخون بموته بعد ذلك.
فانظر إلى الفضل والكرم من رب العالمين سبحانه وتعالى لما شرع لنا الجهاد في سبيله.
إذاً: نوجز الحديث السابق كله في أن السبب الرئيسي الذي من أجله نحرر فلسطين هو لأن فلسطين أرض إسلامية، أمر سبحانه وتعالى بتحريرها، وتحرير كل أرض إسلامية أخرى محتلة؛ ولا نحررها لكونها تحتوي في داخلها على القدس أو الأقصى فقط وإن كان هذا قد زادها شرفاً وعزاً، ولا نحررها لكونها عربية مع أن اللغة العربية قد زادتها قيمة وقدراً، ولا نحررها لمشكلة اللاجئين مع أن هذا أمر مهم، عليهم أن يعودوا حاكمين إلى البلاد، ولا نحررها لوقف نزيف الدماء وإن كانت هذه الدماء غالية وثمينة وطاهرة، ولا نحررها لأن فلاناً أمر أو فلاناً نصح أو فلاناً أشار، ولكن نحررها سمعاً لربنا وطاعة له، وامتثالاً لكتابه، وتطبيقاً لشرعه، نحررها أملاً في جنة الرحمن وهرباً من النيران.