للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فضل الدعاء وأهميته]

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابلين لها، وأتممها علينا.

اللهم إنا نسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح، وخير العمل وخير الثواب، وخير الحياة وخير الممات، وثبّتنا وثقل موازيننا، وحقق إيماننا وارفع درجاتنا وتقبل صلاتنا واغفر خطايانا، ونسألك الدرجات العلى من الجنة، اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه، وجوامعه وأوله، وظاهره وباطنه، والدرجات العلى من الجنة.

آمين.

اللهم إنا نسألك خير ما نأتي وخير ما نفعل، وخير ما نعمل، وخير ما بطن وخير ما ظهر، والدرجات العلى من الجنة.

آمين.

اللهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا وتضع أوزارنا، وتصلح أمورنا، وتطهر قلوبنا، وتحصن فروجنا، وتنور قلوبنا، وتغفر لنا ذنوبنا، ونسألك الدرجات العلى من الجنة.

آمين.

اللهم إنا نسألك أن تبارك لنا في نفوسنا وفي أسماعنا وفي أبصارنا، وفي أرواحنا، وفي خلقنا، وفي خُلُقنا، وفي أهلنا، وفي محيانا وفي مماتنا، وفي عملنا، فتقبل حسناتنا، ونسألك الدرجات العلى من الجنة.

آمين آمين.

وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

والحمد لله رب العالمين.

أما بعد: فمع المحاضرة الثانية عشرة والأخيرة في مجموعة المحاضرات الخاصة بقضية فلسطين.

وتحدثنا في المحاضرات السابقة عن بعض الوسائل الإيجابية في حل قضية فلسطين وذكرنا منها أربعاً: الفهم، والأمل، والبذل، والمقاطعة.

واليوم نتحدث عن وسيلة خامسة مهمة جداً في هذه القضية، بل هي مهمة في كل قضايا المسلمين، سواء على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي، أعني: أنها وسيلة مهمة جداً في قضايانا الشخصية، وكذلك هي مهمة في قضايا الأمة بأسرها.

هذه الوسيلة العظيمة ما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم في دقيقة واحدة من دقائق حياته الكريمة، كان يستخدمها دوماً، ويعلم أصحابه أن يستخدموها دوماً، لم يتركها صلى الله عليه وسلم مع تبدل أحواله وظروفه، لا في صحته ولا في مرضه، لا في حله ولا ترحاله، لا في حربه ولا في سلمه، لم يتركها في لحظات الشدة ولا في أوقات الرخاء، داوم عليها في السعادة والحزن، داوم عليها في الغنى والفقر، داوم عليها في النهار والليل، هذه الوسيلة هي منة من الله على عباده، وفضل من الخالق على مخلوقاته، هذه الوسيلة هي عطاء فيّاض من الله عز وجل، وراحة قلب دائمة للمؤمنين؛ ولكونها عظيمة ولفهمه صلى الله عليه وسلم لقيمتها ودرجتها وفضلها فقد أطلق عليها أنها هي العبادة.

تلك الوسيلة هي الدعاء لله عز وجل، وطلب العون منه سبحانه وتعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>