للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ملخص الوسائل الإيجابية لعموم الأمة في حل قضية فلسطين]

إخواني في الله! إجمال لما سبق تفصيله، واختصار لما سبق الإسهاب فيه.

قضية فلسطين قضية من أخطر قضايا الأمة، بل لعلها الأخطر على الإطلاق، هي قضية أمة تُذبح، وشعب يُباد وأرض تُغتصب وحرمات تُنتهك، وكرامات تهان، ودين يُضيع.

قضية فلسطين لا تُحل إلا بمنهج سليم يخلو من الشوائب والمكدرات، هذا المنهج هو كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

قضية فلسطين ليست قضية أهل فلسطين، ولكنها قضية الأمة الإسلامية بأسرها، قضية كل مسلم عاش على وجه الأرض، عاش في فلسطين أو في مصر أو في أندونيسيا أو في المغرب، أو عاش في أمريكا أو أوروبا أو أستراليا.

قضية فلسطين قضية سنُسأل عنها فرادى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} [آل عمران:٣٠].

لأجل كل ما سبق طرحنا في مجموعتنا هذه عدداً من الوسائل الإيجابية لعموم الأمة؛ كي يساهموا في حل القضية من جانب، ويرفعوا من على كاهلهم اسم الترك والتخلي من جانب آخر.

الوسيلة الأولى: كانت الفهم الصحيح للقضية، وتحريك القضية بهذا الفهم وبسرعة.

وتحت هذا العنوان ناقشنا بعض القضايا والمفاهيم، ذكرنا سؤالاً مهماً: لماذا نحرر فلسطين؟ ما هي الغاية وما هو الهدف؟ وانتهينا إلى أن نحرر فلسطين لكونها أرضاً إسلامية، فُتحت بالإسلام وحُكمت بالإسلام منذ زمان الخليفتين الراشدين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهي بكاملها من هذا المنطلق واجبة التحرير والتطهير، ولا يتم هذا التحرير إلا بقوة، فلا بد للحق من قوة تحميه، ونحن لا نحرر فلسطين فقط لأن بها القدس أو المسجد الأقصى، مع شرف وقدر هذه الأماكن، بمعنى: أننا لا نرضى أن نُعطى هذه المقدسات ونترك بقية الأرض، وبمعنى أن حميتنا للبلاد الإسلامية التي لا يوجد بها بناء مقدس موجودة أيضاً، فنحن نتحرك للشيشان ولكشمير كما نتحرك لفلسطين، كل ما في الأمر أن الأقصى يزيد من حمية المسلمين، لكن لا ينشئ هذه الحمية ابتداءً.

ونحن لا نحرر فلسطين لكونها عربية، فنحن لا نعتز بقوميتنا على حساب ديننا، نحن أمة تربطها عقيدة ولا يربطها جنس ولا لون ولا عائلة، ومع ذلك فنحن نعتز ونفخر بلغتنا العربية؛ لأنها لغة مختارة من إله قدير حكيم، اختارها على سواها من اللغات لتكون لغة كتابه الأخير إلى خلقه.

ونحن لا نحرر فلسطين لحل مشكلة اللاجئين، فاستعادة أرضنا واجب لا يقبل التعويض بمال أو بأرض غيرها، كما أننا لا نقبل بعودة اللاجئين تحت حكم يهودي: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام:٥٧].

ونحن لا نحرر فلسطين لوقف نزيف الدماء؛ لأننا نعلم أنه من سنن الله في الأرض أن البلاد لا تُحرر إلا بتضحية وبذل ودماء، وأن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، ونعلم أيضاً أن الذين قُتلوا في سبيل ربهم أحياء لا يموتون، وأنهم نالوا أرفع المنازل وأعلى الدرجات، كما أنهم إن لم يُقتلوا ماتوا: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ} [الأعراف:٣٤].

وناقشنا أيضاً في هذه المجموعة فكرة إسرائيل الكبرى، وانتهينا إلى أنها حقيقة يسعى اليهود لتطبيقها، وكتدليل على إمكانية حدوثها استفضنا في شرح تاريخ نشأة الدولة الكريهة إسرائيل داخل فلسطين الحبيبة، وذكرنا أنهم إن كانوا أنشئوا دولة قوية من لا شيء، فهم على التوسع أقدر، وعلى المسلمين أن يحذروا ذلك.

وذكرنا في تاريخ نشأة إسرائيل كيف نشأت؟ وأن هذا كانت نتيجة تفاعل عوامل كثيرة من خيانات وعمالات عربية إلى تغييب وجهل للشعوب، إلى جهد وإعداد من اليهود.

لاحظنا خطوات اليهود المرتبة من فكرة وتأسيس وتهويد ثم إعلان للدولة، لاحظنا تأييداً مطلقاً من إنجلترا ثم من أمريكا، شاهدنا بوضوح نتائج الفرقة بين المسلمين كما شاهدنا نتائج التربية الجيدة والجهاد، فكما كان الضياع مصاحباً للفرقة كانت الثورة والعزة مصاحبة للتربية والجهاد.

ناقشنا أيضاً في هذه المجموعة مفهوم وجوب استمرار الانتفاضة، وأنها الطريق الشرعي الوحيد في هذه الظروف، وعددنا فوائدها وآثارها الإيجابية على أهل فلسطين وعلى عامة المسلمين، وذكرنا على الجانب الآخر آثارها السلبية على اليهود ومن عاونهم.

ناقشنا أيضاً في هذه المجموعة علاقة أمريكا بإسرائيل، وكيف أنها علاقة ذات ثلاثة أبعاد: بُعد المصالح المشتركة بين الطرفين، وبُعد الدين والارتباط بوعود في التوراة والإنجيل، وبُعد الضغط اليهودي على أمريكا؛ لتنفيذ رغبات اليهود، حتى على حساب مصلحة أمريكا، وهذا الضغط لو تذكرون كان عن طريق المال والإعلام والفضائح الأخلاقية، والانتخابات والتهديد بالموت وغيره.

ثم انتقلنا بعد ذلك للحديث عن الوسيلة الثانية لمساعدة قضية فلسطين، وكانت هذه الوسيلة هي: قتل الهزيمة النفسية، وبث الأمل في نفوس أبناء الأمة.

وذكرنا فيها أن الأيام دول بين الناس، وأن الدولة الأخيرة ستكون للمؤمنين، وأن أمة الإسلام أمة ل

<<  <  ج: ص:  >  >>