لا تستهينوا أبداً يا إخوة! بالدعاء، فإنه والله من أمضى الأسلحة.
روى البزار والطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد، عن السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يُغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء إلى يوم القيامة) أي: يتصارعان إلى يوم القيامة.
ثم إنه بدعائك لأهل فلسطين يتحقق لك ما دعوت به لهم، فإن دعوت لهم بالتوفيق وفقك الله، وإن دعوت لهم بالمغفرة غفر الله لك، وإن دعوت لهم بالسلامة سلّمك الله، وإن دعوت لهم بالثبات ثبّتك الله، وإن دعوت على عدوهم بالهلكة أهلك الله عدوك.
فكما جاء في صحيح مسلم عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين.
ولك بمثل)، فهكذا كلما دعوت لأخيك هناك في فلسطين تحقق لك ما تدعو له به.
ولا تنسوا يا إخواني في دعائكم لأهل فلسطين أن تدعوا على من ظلمهم من اليهود، ومن عاونهم وساندهم ورضي بأفعالهم وكان على شاكلتهم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت أربعين يوماً يدعو على من قتل قراء المسلمين في مأساة بئر معونة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً يقول في بعض أيامه التي لقي فيها العدو كما جاء في البخاري ومسلم عن عبد الله بن أوفى رضي الله عنه:(اللهم منزل الكتاب! ومجري السحاب! وهازم الأحزاب! اهزمهم وانصرنا عليهم)، وفي راوية:(اللهم اهزمهم وزلزلهم).
وروى أبو داود والنسائي بسند صحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً قال: (اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم).
اللهم إنا نجعلك في نحور اليهود، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إنا نجعلك في نحور من ساعد اليهود ورضي بأفعالهم، ونعوذ بك من شرورهم جميعاً.