تحريك القضية سبحان الله!! الله سبحانه وتعالى حركها لنا، تذكرون أن قضية فلسطين قد خمدت فترة من الزمان بعد معاهدة أوسلو حوالي سبع سنوات كاملة، لكن الله حركها بزيارة شارون للمسجد الأقصى في ٢٨/ ٩/٢٠٠٠م، وهو حدث مع عظمه أهون من أحداث سابقة كثيرة، هناك أحداث كثيرة جداً غير زيارة شارون لم يتحرك لها المسلمون هذا التحرك، هناك قتل للمسلمين وتدمير وتشريد، هناك مذابح مثل مذبحة صبرا وشاتيلا لم يتحرك لها المسلمون مثلما تحركوا لزيارة شارون وهي أهون من قتل المسلمين، لما زار شارون المسجد الأقصى، هذه الحركة للقضية فَعَّلها سبحانه وتعالى، ولابد أن نشكر هذه النعمة، نعمة تحريك القضية، وشكر النعمة يكون باستمرار تحريك القضية.
فدورك أنت عندما تقابل شخصاً تكلمه عن قضية فلسطين، تتحدث في كل الدوائر المتاحة: دائرة البيت، دائرة الأهل والأقارب، دائرة الأصدقاء، دائرة العمل، كذلك بعض الدوائر السطحية التي تلتقي بها قدراً دون ترتيب، كأن تكون منتظراً في عيادة الطبيب، أو تكون جالساً فتتحدث مع الناس العاديين عن هذا الموضوع، أو راكباً (تاكسي) وتتحدث مع سائق التاكسي في هذا الموضوع، أو راكباً قطاراً أو حافلة، فتتحدث مع جارك في المقعد في هذا الموضوع.
وبعض الناس لهم دوائر أوسع، فمن الممكن أن تكتب مقالاً في جريدة أو حتى خطاباً إلى بريد إحدى الصحف، أو تكتب مقالاً في مجلة حائط في مدرسة أو جامعة، أو تخطب خطبة في مسجد إن تيسر لك هذا الأمر، أو على الأقل توعز لخطيب بخطبة عن فلسطين، يذكر الناس فيها بالمفاهيم الصحيحة لقضية فلسطين، ومن الممكن أن تنظم ندوة، أو تشكل صالوناً ثقافياً، وتأتي بشخص يتكلم فيه عن القضية.
وقد تكلمنا من قبل في السيرة عن دور أسعد بن زرارة رضي الله عنه وأرضاه لما ذهب إلى مصعب بن عمير رضي الله عنه وأرضاه، وكان ذلك في المدينة، فقد كان مصعب بن عمير هو القارئ الذي يعلم الناس، وأسعد بن زرارة رضي الله عنه كان يتعلم من مصعب بن عمير، ولا يملك القدرة على الخطابة التي يملكها مصعب بن عمير، فكان أسعد بن زرارة يهيئ المجالس لـ مصعب بن عمير ويدله على الرجال الذين يتوسم فيهم الخير، ولو سمعوا الدعوة لآمنوا بها واتبعوها، ولاتبع الدعوة بإيمانهم أفراد كثر، وهكذا كان لـ أسعد بن زرارة دور كبير مع أنه لم يكن يتكلم هو بذاته كما يتكلم مصعب بن عمير رضي الله عنهم أجمعين.
هناك وسائل أخرى لتحريك القضية كالمظاهرات السلمية، إذ تعتبر وسيلة من وسائل التحريك، ولابد أن يكون لها سمت مختلف عن سمت البلاد الغربية الفاسدة التي ليس لها ضوابط من الأخلاق والشرع، فليس من اللائق أن تشكل مظاهرة من أجل تحريك قضية فلسطين، فتقوم بتكسير المحلات والإفساد في الأرض، أو بسباب لا يليق بالمسلم:(ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء)، لكن بوسائل متعددة في إطار الأخلاق الإسلامية الشريفة لتحريك قضية فلسطين.
المقطع الثاني في الجملة: هو المفاهيم الصحيحة، أؤجله لأنه سيطول بنا.