ومن أعمامه صلى الله عليه وسلم على النقيض تماماً أبو لهب واسمه: عبد العزى، وإنما كني بـ أبي لهب ولم يكن له ولد اسمه لهب لتورد وجنتيه واحمرارهما، ولهذا لما أراد الله جل وعلا أن يذمه قال:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد:١]، فذكره باسمه الغالب عليه، ولم يقل: تبت يدا عبد العزى؛ لأن عبد العزى في قريش كثير فلا يدرى من المقصود بالسورة، لكن قال الله:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد:١] حتى يعرف أن المقصود هذا، وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقول الله جل وعلا:{تَبَّتْ}[المسد:١] هذا دعاء، وقول الله تعالى في الثانية:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد:١] ليست تأكيداً كما يفهمها البعض، وإنما المعنى: وقد فعل، أي: أن هذا الدعاء الذي قيل في الأول تحقق وحصل، وأبو لهب هذا مات موتة شنيعة؛ ذلك لأنه أصيب بمرض اشتهر عند العرب أنه يعدي فخاف بنوه أنهم إذا اقتربوا ودفنوا أن ينتقل إليهم المرض فحملوه بأعواد -نسأل الله العافية- حتى أتوا به إلى حائط فوضعوه تحت الحائط، ثم أتوا للحائط من الخلف فهدموه حتى يصبح كالقبر على أبيهم، فانظر مآل من يعاند الله ورسوله ويحارب أولياءه، ولهذا قال الله:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد:١]، مع أنه عم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.