القمر لا يتعلق به شيء من هذا، لكن القمر عند جماهير الناس، أو عند عموم أهل الأرض مضرب للجمال، فإذا أرادوا أن يشبهوا أحداً أو يذكروا جمال أحد من الناس وصفوه بالقمر ليلة البدر، وهذا حتى في السنة، فإن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه قال: خرجت في ليلة أضحيان -أي: ليلة القمر فيها مكتمل- فرأيت القمر ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم عليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إلى البدر وأنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلهو عندي أجمل من القمر، كما أن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه وأرضاه قيل له: أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر.
يقول عمرو بن أبي ربيعة وهو شاعر حاد كثيراً عن الصواب في شعره: قالت الكبرى أتعرفن الفتى قالت الوسطى: نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يخفى القمر فعجز البيت الثاني شهير بين الناس، ويجري مجرى الأمثال، والشاهد أن الناس يضربون المثل بالقمر في قضية الجمال.