نخلص من هذا كله أن الإنسان ينبغي أن يعلم أن هناك يقينيات كبرى، لا سبيل إلى الأمن يوم القيامة إلا باعتقادها، والإيمان بها والذود عنها، وتمثلها في حياتنا، ومن ذلك أنه لا رب يعبد ولا إله يستحق العبادة إلا الله جل وعلا، وأن هذا الرب الكريم والإله العظيم له أسماء حسنى وله صفات علا، فإذا آمنا بتلك الأسماء على مراده جل وعلا وعلى مراد رسوله صلى الله عليه وسلم كما كان الشافعي يقول: آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقر الإيمان في القلب وملأ ذلك القلب خشية وتقى، وحق له برحمة الله وفضله أن ينجو يوم العرض الأكبر، والوفادة على الرب جل وعلا.
فهذه الآية العظيمة الجليلة التي هي أعظم آيات القرآن -الموسومة بآية الكرسي- تلاوتها وتدبرها يورث في القلب خشية وفضلاً كبيراً يشعر به المرء في غدوه ورواحه، وإلا لم يكن لها ذلك الشأو العظيم، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم:(من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)، فبهذا يفزع المؤمنون إلى ربهم جل وعلا دبر كل صلاة في تلاوة هذه الآية، فإذا صحب تلك التلاوة تدبر وفهم وفقه وإدراك لمعان عظيمة حوتها هذه الآية الكريمة، كان ذلك أنجح في الطريق، وأعظم تأثيراً في القلب، ويجد به المرء الخشية التي يريدها، حتى يصل إلى مرقى عظيم يؤمله، وهو أن يرضى الرب تبارك وتعالى عنه.
هذا ما تيسر إيراده وتحرر إعداده، وأعان الله على قوله حول هذه الآية المباركة آية الكرسي.
وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.