ومن الأمور المتعارف عليها التي دل عليها القرآن وتوارثها الناس جيلاً بعد جليل منذ أن كان الخلق أن الملائكة رمز للصورة الجميلة الحسنة، من دلائل ذلك وقرائنه وبراهينه أن النساء اللواتي طلبت منهن امرأة العزيز أن يحضرن في بيتها لتمهد لدخول يوسف عليه السلام عليهن، قال الله جل وعلا عنهن:{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ}[يوسف:٣١] أي: رأين يوسف {أَكْبَرْنَهُ}[يوسف:٣١] أي: استعظمن هيئته {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}[يوسف:٣١]، ومعلوم أن أولئك النسوة لم يرين الملائكة قط، ولكنه استقر في الأذهان عند العقلاء جميعاً بصرف النظر عن أديانهم ومللهم أن الملائكة رمز للجمال، وهذا حق.
وهؤلاء الملائكة الكرام لهم وظائف يوكلها الله جل وعلا إليهم، ومن ذلك ما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد أصحابه:(أما رأيت هذا العارض؟! إنه ملك لم ينزل من السماء قط، استأذن ربه في أن ينزل ويبشرني بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، فهذا الملك استأذن ربه في مهمة ليؤديها؛ لأنه يعلم مكانة الحسن والحسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.