من شعراء المعلقات: الأعشى وقد قلنا: إن لبيبداً أدرك الإسلام وأسلم، أما الأعشى فقد أدرك الإسلام، وهيأ قصيدة يمدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا يقع في الكون إلا ما أراد الله، والهداية بيد الله.
قال في قصيدته التي يمدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ألم تغتمض عيناك ليلة أرمد وبت كما بات السليم المسهد وما ذاك من عشق النساء وإنما تناسيت قبل اليوم حلة مهددا إلى أن قال في مدح نبينا صلى الله عليه وسلم: نبي يرى ما لا ترون وذكره أغار لعمر في البلاد وأنجد متى ما تناخي عند باب ابن هاشم تريحي وتلقيى من فواضله يدا يخاطب ناقته.
هذا الأعشى اشتهر بحبه للخمر وكثرة شربه لها، ولهذا عني في شعره كثيراً بالخمر والتلذذ بالنساء، وفي مطلع معلقته الشهيرة: ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل من أبياته التي جرت مجرى المثل والحكمة في معلقته قوله: كناطح صخرة يوم ليفلقها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل فـ الأعشى ويقال له: أعشى قيس، وهو من أشهر شعراء المعلقات، وكانوا يقولون: إن الأعشى إذا طرب أبدع كما يقولون: إن امرؤ القيس إذا ركب أي: خرج للصيد يلحقه الإبداع أو يأتيه الإبداع، ثم يثلثون بـ النابغة إذا رهب -أي: إذا خاف- فإنه يضطر للاعتذار، وكأن هذه الحالة النفسية تنعكس على أبياته، فيبدع ويقول ما لم يقله في فن آخر.
والنابغة أحد شعراء المعلقات الكبار.
وقد اعتذر للنعمان بن المنذر في وقيعة وقعت بينهما، نجم عنها قوله لتلك الأبيات.