ورؤساء الملائكة أربعة: جبريل وإسرافيل وميكال وملك الموت، وملك الموت لا يعرف خبر صحيح في اسمه، ولكن اشتهر عن بعض الإسرائيليات أنه عزرائيل، ولا يبعد ذلك، ولكن يصعب إثباته لعدم وجود النقل الصحيح.
أما جبريل فهو سيد الملائكة فيما يظهر، وقد أوكل الله جل وعلا إليه ما يتعلق بحياة القلوب، فهو الذي ينزل بالوحي، ولذلك لما عرضت خديجة رضي الله تعالى عنها وأرضاها نبينا صلى الله عليه وسلم على ابن عمها ورقة بن نوفل، وقص النبي عليه الصلاة والسلام على ورقة رؤيته الملك قال: أبشر، هذا الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى.
والمعنى: أن جبريل عليه السلام أوكل الله جل وعلا إليه إنزال الوحي على رسله، فلهذا ينزل بما فيه حياة القلوب.
وميكال ينزل بالقطر من السماء، فقد أوكل الله إليه أرزاق الناس وقطر السماء.
وأما إسرافيل فقد أوكل الله جل وعلا إليه النفخ في الصور، فلهذا قال صلى الله عليه وسلم:(إن صاحب الصور قد أصغى أذنه وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر بالنفخ فينفخ، قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل).
وأوكل الله إلى ملك الموت قبض الأرواح، وهو عليه السلام له أعوان، والله جل وعلا قد ذكره لوحده، وذكره بأعوانه، فقد قال الله جل وعلا في سورة (الم تَنزِيلُ) السجدة: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}[السجدة:١١]، فهذا ذكر لملك الموت وحده، وذكره الله مع أعوانه في سورة الأنعام فقال جل وعلا:{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ}[الأنعام:٦١ - ٦٢].