للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وكل أَتَوْهُ} بِالْمدِّ مَضْمُومَة على الِاسْتِقْبَال وحجتهم قَوْله تَعَالَى {وَكلهمْ آتيه يَوْم الْقِيَامَة} فَكَذَلِك الْجمع {آتوه} وَالْأَصْل آتيونه فَذَهَبت الْيَاء لما أعلمتك وَالنُّون للإضافة وَإِنَّمَا جَازَ فِي كل أَن تَقول آتيه وآتوه لِأَن لَفظهَا لفظ الْوَاحِد وَمَعْنَاهُ الْجمع فَمن جمع رده إِلَى مَعْنَاهَا كَقَوْلِه تَعَالَى {كل لَهُ قانتون} {وكل أَتَوْهُ داخرين} وَمن وحد رده إِلَى لَفظهَا كَمَا قَالَ وَكلهمْ {آتيه يَوْم الْقِيَامَة فَردا} فَوحد ردا إِلَى اللَّفْظ

{وَترى الْجبَال تحسبها جامدة} {إِنَّه خَبِير بِمَا تَفْعَلُونَ} ٨٨

قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر / إِنَّه خَبِير بِمَا يَفْعَلُونَ / بِالْيَاءِ ردُّوهُ على الْخَبَر عَن الْغَيْب فِي قَوْله {وكل أَتَوْهُ داخرين}

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {إِنَّه خَبِير بِمَا تَفْعَلُونَ} بِالتَّاءِ أَي أَنْتُم وهم وحجتهم فِي ذَلِك أَنه قرب من المخاطبة فِي قَوْله {وَترى الْجبَال تحسبها جامدة} فَهَذَا خطاب للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَأمته داخلون مَعَه فِي الْخطاب كَمَا قَالَ {فأقم وَجهك للدّين حَنِيفا} ثمَّ قَالَ {منيبين إِلَيْهِ} فَجعل الْحَال من أمته فَدلَّ على أَنه خاطبه وَأمته وَأسْندَ الْخطاب إِلَيْهِ وَالْمعْنَى هُوَ وَأمته فَكَذَلِك قَوْله {وَترى الْجبَال تحسبها جامدة} الْخطاب لَهُ ولأمته فختم الْكَلَام بِمثل معنى مَا تقدمه من الْخطاب {من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ خير مِنْهَا وهم من فزع يَوْمئِذٍ آمنون}

<<  <   >  >>