وَأما من قَرَأَ بِالْيَاءِ فَإِنَّهُ حمل الْكَلَام على لفظ {من} دون الْمَعْنى وَمن قَرَأَ بِالتَّاءِ فَإِنَّهُ حمل على الْمَعْنى دون اللَّفْظ لِأَن معنى {من} التَّأْنِيث وَالْجمع وَمِمَّا يُقَوي قَول من حمل على الْمَعْنى فأنث اتِّفَاق حَمْزَة وَالْكسَائِيّ مَعَهم فِي قَوْله نؤتها فحملا أَيْضا على الْمَعْنى وَلَو كَانَ على اللَّفْظ لقالوا {نؤته} فَكَذَلِك قَوْله وتعمل كَانَ يَنْبَغِي أَن يحمل على الْمَعْنى وَحجَّة من قَرَأَ {نؤتها} بالنُّون هِيَ أَن الْكَلَام جرى عَقِيبه بِلَفْظ الْجمع وَهُوَ قَوْله {وأعتدنا لَهَا رزقا كَرِيمًا} فأجراه على لفظ مَا أَتَى عَقِيبه ليأتلف الْكَلَام على نظام وَاحِد
وَحجَّة من قَرَأَ / يؤتها / بِالْيَاءِ هِيَ أَن الْكَلَام جرى عقيب الْخَبَر من الله فِي قَوْله {وَمن يقنت مِنْكُن لله وَرَسُوله} فَكَانَ قَوْله / يؤتها / بِمَعْنى يؤتها الله لمجيء الْفِعْل بعد ذكره