للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

من النكرَة وَيكون الْمَعْنى إِنَّا أخلصناهم بذكرى الدَّار فموضع {ذكرى} جر وَيجوز أَن يكون نصبا بإضمار أَعنِي وَيجوز أَن يكون رفعا بإضمار هِيَ ذكرى كَمَا قَالَ تَعَالَى قل أفأنبئكم بشر من ذَلِكُم النَّار أَي هِيَ النَّار وَمن لم ينون جعل {خَالِصَة} مُضَافَة إِلَى ذكرى كَقَوْلِك اختصصت زيدا بخالصة خير فَأَرَادَ بخالصة ذكر لَا يشوبها شَيْء من رِيَاء وَلَا غَيره

{هَذَا مَا توعدون ليَوْم الْحساب}

قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو / هَذَا مَا يوعدون / بِالْيَاءِ وحجتهما أَن الْكَلَام أَتَى عقيب الْخَبَر عَن الْمُتَّقِينَ فأتبع ذَلِك فَقَالَ {مفتحة لَهُم الْأَبْوَاب} {وَعِنْدهم قاصرات الطّرف أتراب} ٥٠ و ٥٢ فَجرى الْكَلَام بعد ذَلِك بالْخبر عَنْهُم إِذْ كَانَ فِي سِيَاقه ليأتلف الْكَلَام على نظام وَاحِد

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {هَذَا مَا توعدون} بِالتَّاءِ وحجتهما أَن الْخَبَر عَنْهُم قد تناهى عِنْد قَوْله {أتراب} ثمَّ ابتدئ الْكَلَام بعد ذَلِك بالْخبر عَن حِكَايَة مَا خوطبوا بِهِ نَظِير قَوْله {يُطَاف عَلَيْهِم بصحاف من ذهب وأكواب وفيهَا مَا تشتهيه الْأَنْفس وتلذ الْأَعْين} ثمَّ تناهى الْخَبَر عَنْهُم ثمَّ جَاءَ الْكَلَام بعده على حِكَايَة مَا خوطبوا بِهِ فَقَالَ {وَأَنْتُم فِيهَا خَالدُونَ} أَي وَقيل لَهُم

{هَذَا فليذوقوه حميم وغساق وَآخر من شكله أَزوَاج} ٥٧ و ٥٨

<<  <   >  >>