للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

{لَا تسمع فِيهَا لاغية} ١١

قَرَأَ ابْن كثير وابو عَمْرو {لَا يسمع} بِضَم الْيَاء {لاغية} رفع على مَا لم يسم فَاعله قَالُوا لِأَن الْخطاب لَيْسَ بمصروف إِلَى وَاحِد وَإِنَّمَا ذكرُوا واللاغية مُؤَنّثَة لِأَن تَأْنِيث اللاغية غير حَقِيقِيّ أَي لَغْو قَالَ اليزيدي الْمَعْنى لَا يسمع فِيهَا من أحد لاغية قَالَ أَبُو عُبَيْدَة {لاغية} أَي لَغوا وَيجوز أَن يكون صفة كَأَنَّهُ قَالَ لَا تسمع كلمة لاغية

وحجتهما أَنَّهَا مُوَافقَة لإعراب رُؤُوس الْآيَات قبلهَا وَبعدهَا من قَوْله {خاشعة} {عاملة ناصبة} وَبعدهَا {عين جَارِيَة} ١٢ {مَرْفُوعَة} ١٣ {مصفوفة} ١٥ فَجرى على ذَلِك

وَقَرَأَ نَافِع {لَا تسمع} بِضَم التَّاء {فِيهَا لاغية} رفع على مَا لم يسم فَاعله وَأَتَتْ لَا تسمع على لفظ اللاغية دون الْمَعْنى

وَقَرَأَ أهل الشَّام والكوفة {لَا تسمع} بِفَتْح التَّاء {لاغية} نصب وحجتهم أَنَّهَا تَنْصَرِف إِلَى وَجْهَيْن يجوز أَن تسند السماع إِلَى الْوُجُوه الْمَذْكُورَة لِأَن ذَلِك أَتَى عقيب الْخَبَر على الْوُجُوه الناعمة إِذْ لم يعْتَرض بَين ذَلِك وَبَين الْوُجُوه شَيْء يصرف إِلَيْهِ عَنْهَا وَالْمعْنَى لأَصْحَاب الْوُجُوه وَالْوَجْه الآخر أَن يكون على مُخَاطبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ فَكَأَنَّهُ قَالَ لَا تسمع يَا مُحَمَّد فِي الْجنَّة لاغية بِدلَالَة قَوْله {وَإِذا رَأَيْت ثمَّ رَأَيْت نعيما وملكا كَبِيرا}

<<  <   >  >>