للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* قولُه: «ونحوِ: بِشْرٍ»: البيتُ (١) للمَرَّار (٢)، وهذا إنما يقوله مَنْ لا يُجيز: الضارب زيدٍ، فأما مَنْ أجازه فإنه يُجيز هذا، ومَنْ لم يُجِزْه له أيضًا أن يقول: ليس حكمُ التابع كحكم الأصل، فرُبَّ تابعٍ يجوز فيه ما لا يجوز في متبوعه؛ أَلَا ترى أنَّا اتفقنا على جواز: كلُّ شاةٍ وسَخْلَتُها بدرهمٍ (٣)، ولو قلت: كلُّ سَخْلَتِها؛ لم يَجُزْ، وتقول: رُبَّ رجلٍ وغلامِه (٤)، ولا يجوز: رُبَّ غلامِه، فلا يلزم من امتناع: "التارك بشرٍ" تصريحًا امتناعُه تقديرًا.

وجوابُه: أن البدل ليس في حكم المعطوفاتِ ولا بقيةِ التوابع؛ لأن البدل في حكم التكرير في جميع أمثلته، والمعطوفُ -وإن كان في بعض المواضع في حكم التكرير- فليس في كلِّها، فلا يلزم من جواز تابعٍ ليس في حكم التكرير جوازُ تابعٍ في حكم التكرير. من "شرح المفصَّل" (٥) لابن الحَاجِب (٦).


(١) هو:
أنا ابنُ التاركِ البكريِّ بِشْرٍ ... عليه الطيرُ تَرْقُبُه وقوعا

وهو بيت من الوافر، تقدَّم في مقدمة الألفية.
(٢) هو ابن سعيد بن حبيب الفقعسي الأسدي، شاعر إسلامي مشهور، من مخضرمي الدولتين، كثير الشعر. ينظر: الأغاني ١٠/ ٤٦٢، ومعجم الشعراء ٤٠٨، والمؤتلف والمختلف للآمدي ٢٣٢.
(٣) قولٌ للعرب رواه سيبويه في الكتاب ٢/ ٥٥.
(٤) قولٌ للعرب رواه سيبويه في الكتاب ٢/ ٥٤.
(٥) الإيضاح في شرح المفصل ١/ ٤٣١.
(٦) الحاشية في: وجه الورقة الأولى الملحقة بين ٢٣/ب و ٢٤/أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>