للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استعمالُ (١) الأوَّل وَحْدَه، فلا تقول: أَسْرَجت (٢) القومَ دابَّتَهم، وإن كان قد عُلم أنك إذا قلت: أَسْرَجت القومَ؛ أنك إنما أسرجت دابَّتَهم، لكنه لا يجوز: أَسْرَجت القومَ، وتقول: سُرق زيدٌ ثوبُه؛ لأنك قد تقول: سُرق زيدٌ، وتعني: ثوبَه (٣).

* ع: مِن بدل الاشتمال: {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} (٤)، أي: يستبشرون بأن لا خوفٌ عليهم (٥).

(خ ٢)

* ع: اعلم أن البدل ينقسم باعتبار مفهومه ومفهومِ متبوعه أربعةَ أقسامٍ؛ لأنهما إما أن يتطابقا، وهو بدل كلٍّ من كلٍّ، كـ: جاز (٦) زيدٌ أخوك، ومنه: {الْحَمِيدِ * اللَّهِ} (٧)، أو لا يتطابقا، وهذا ضربان؛ لأنهما إما أن يكون بينهما نسبةٌ، أو لا، والأول ضربان؛ لأنهما إما أن يتباينا، أو لا، فإن لم يتباينا؛ فإن كان تناسبُهما بالجزئية فبدلُ البعض، أو غيرِها فبدلُ اشتمالٍ، وإن تباينا؛ فإن كنت قد سَبَقَك اللسانُ إلى الأول فغلطٌ، أو الجَنَانُ فنسيانٌ، وإن لم يَسبقْ فإضرابٌ وبدل (٨).

أو نقول في المتباينَيْن: فإما أن يكونا مقصودَيْن فإضرابٌ، أو المقصودُ الثانيَ، والأولُ لم يُقصَد قطُّ فغلطٌ، أو المقصودُ الثانيَ، والأولُ قُصد سهوًا فنسيانٌ.

وصرَّح ابنُه (٩) بأن الغلط هو النسيان، فقال: بدلُ الغلط والنسيان: ما لا يُريد


(١) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٢) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٣) الحاشية في: ٢٥/أ.
(٤) آل عمران ١٧٠.
(٥) الحاشية في: ٢٥/أ.
(٦) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: جاء.
(٧) إبراهيم ١، ٢.
(٨) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: وبَدَاءٌ.
(٩) شرح الألفية ٣٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>