للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال (١):

وَمَا أَدْرِي إِذَا يَمَّمْتُ أَرْضًا ... أُرِيدُ الخَيْرَ أَيُّهُمَا يَلِينِي

أَأَلخَيْرُ الَّذِي أَنَا أَبْتَغِيهِ ... أَمِ الشَّرُّ الَّذِي هُوَ يَبْتَغِينِي؟ (٢) (٣)

* قال الزَّمَخْشَريُّ (٤) في: {أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ} (٥): إنه بدلٌ من "كم أهلكنا" على المعنى لا على اللفظ، تقديرُه: ألم يروا كثرةَ إهلاكنا القرون من قبلهم كونَهم غيرَ راجعين إليهم؟

وقال الزَّجَّاجُ (٦): "أنهم" بدلٌ من معنى "ألم يروا كم أهلكنا"، والمعنى: ألم يروا القرونَ التي أهلكنا أنهم إليهم لا يرجعون؟

ع: وصوابُ القول على ما يريده و (٧): "أنهم" بدلٌ من "كم أهلكنا"، يعني: من مجموع الجملة التي هي "كم أهلكنا"؛ لأن "ألم يروا" وما بعده ... (٨).

وفي "معاني القرآن" (٩) للفَرَّاء، وفي "إعراب" (١٠) مَكِّيٍّ: أن "أَنَّ" وما بعدها بدلٌ من "كم"، وهي استفهاميةٌ عندهما، بخلاف ما تضمَّنه الكلامُ السابقُ، ولم تُعَدْ مع البدل الهمزةُ.


(١) هو المثقِّب العَبْدي.
(٢) بيتان من الوافر. الشاهد: اقتران "أألخير" بالهمز؛ لأنه بدل من اسم الاستفهام "أيهما". ينظر: الديوان ٢١٢، ٢١٣، والمفضليات ٢٩٢، ومعاني القرآن للفراء ١/ ٢٣١، وليس في كلام العرب ٣٤٣، وتهذيب اللغة ١٥/ ٣٦٥، وشرح التسهيل ١/ ١٥٩، وتخليص الشواهد ١٤٥.
(٣) الحاشية في: ١٢١.
(٤) الكشاف ٤/ ١٣، ١٤.
(٥) يس ٣١، وتمامها: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ}.
(٦) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٨٥.
(٧) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: ز، وهو رمز للزمخشري.
(٨) موضع النقط مقدار أربع كلمات بيض لها في المخطوطة.
(٩) ٢/ ٣٧٦.
(١٠) مشكل إعراب القرآن ٥٥٨، ٥٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>