للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وممَّا يجعلُك قاطعًا بتقديرها: أنها لو لم تكن لم يكن لقلب الياء في "هُدًى" والألفِ في "عصًا" وجهٌ (١).

* ... (٢) و"مَكْذَبان"؛ ما حكمه؟

فالجوابُ: أن هذا النوع عُهِد في رفع مثلِه أن يُضَمَّ، وإن كان لم يُستعمل مرفوعًا ولا غيرَه؛ لمعارضٍ (٣).

(خ ٢)

* "يا زيدُ" مشبهٌ لكاف "أكرمك" في الإفراد والتعريف والخطاب، وكافُ "أكرمك" تشبه كافَ "ذلك" في الإفراد والخطاب، والمُشْبِهُ للمُشْبِه مُشْبِهٌ لِمَا أشبهَ ذلك الشيءَ.

ونظيرُه أن أبا عَمْرٍو وهِشَامًا (٤) أدغما الذال (٥) في الجيم، مع تباعُد ما بينهما بدليلين:

أحدهما: أن لام المعرفة تدغم في الدال، وتظهر في الجيم، فلم يتناسبا.

والثاني: أن مُخرجه من الحنك.

وإنما جاز الإدغام بعدما تبيَّن من تبايُنهما؛ لأن الجيم مُخرجه من الشين، والشينُ مستطيل؛ لتَفَشِّيها، حتى يشارك الدال من مُخرجها، أدغمت الدال في الجيم؛ للمناسبة التي بين الدال وبين الحرف المناسب للجيم، وهو الشين، وأيضًا فإن لام المعرفة تدغم في الشين كما تدغم في الدال.


(١) الحاشية في: ٢٥/أ.
(٢) موضع النقط مقدار سطر انقطع في المخطوطة.
(٣) الحاشية في: ٢٥/أ.
(٤) ينظر: جامع البيان للداني ٢/ ٦٢٥، والإقناع ١/ ٩٨، والنشر ٢/ ٣، ٤. وهشام هو ابن عمَّار بن نصير بن ميسرة السلمي الدمشقي، أبو الوليد، إمام أهل دمشق ومقرئهم، وأحد رواة قراءة ابن عامر، توفي سنة ٢٤٥. ينظر: معرفة القراء الكبار ١١٥، وغاية النهاية ٢/ ٣٥٤.
(٥) كذا في المخطوطة، والصواب: الدال.

<<  <  ج: ص:  >  >>