للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونظيرُ هذا: إدغامُ النون الساكنة والتنوين في الواو والياء، وفي ذلك قولان:

أحدهما: أن الواو تشبه الميم، من حيث كانا من مُخرج واحد، فأدغمت النون فيها؛ لشَبَهها بما يُشبه الميم، وهو الواو.

والثاني: أن الواو والياء ضارعتا النونَ؛ لِلِّين الذي فيهما، فإنه شبيهٌ بالغُنَّة (١).

* أنشد في "الكَشَّاف" (٢) في أواخر "الكَهْف":

أَزُهَيْرَ هَلْ عَنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَصْرِفٍ

تمامُه:

أَمْ لَا خُلُودَ لِبَاذِلٍ مُتَكَلِّفِ؟ (٣)

"زُهَيْرَ" با (٤) ترخيمُ "زُهَيْرة" اسمِ امرأةٍ، أي: أيتها اللائمةُ، هل يقدر أحدٌ أن يحتال في تغيير الشيبة؟ بل أتزعمين أنَّ مَنْ بذل ماله في إنفاقه لا يبقى اسمُه مخلَّدًا على وجه الزمان؟ (٥)

وانوِ انضمامَ ما بَنَوا قبلَ النِّدا ... ولْيُجْرَ مَُجرى ذي بناءٍ جُدِّدا

(خ ٢)

* يا هؤلاءِ الكرماءُ، و: يا سِيبَوَيْهِ الفاضلُ، و: يا تَأَبَّطَ شرًّا الخبيثُ، فهذا كما قالوا في المعتل: يا موسى الكريمُ، و: يا فتى اللبيبُ (٦).


(١) الحاشية في: ١٢٣.
(٢) ٢/ ٧٢٨.
(٣) بيت من الكامل، لأبي كبير الهذلي. مَصْرِف: مَعْدِل. ينظر: ديوان الهذليين ٢/ ١٠٤، وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٨٤، ومجاز القرآن ١/ ٤٠٧، والشعر والشعراء ٢/ ٦٥٩، والمحكم ٧/ ٣٦، وخزانة الأدب ٩/ ٥٣٨.
(٤) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب ما عند الطِّيبي: بالفتح.
(٥) الحاشية في: ١٢٣، وهي بنصها في حاشية الطِّيبي على الكشاف ٩/ ٤٩٨، المسماة بـ: فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب.
(٦) الحاشية في: ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>