للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِذَا جِئْتَهُمْ وَسَآيَلْتَهُمْ ... وَجَدتَّ بِهِمْ عِلَّةً حَاضِرَهْ (١)

وذلك لأن أصله: وسَاءَلْتهم، وله أن يُبدل الهمزةَ ياءً، فيقول: سايَلْتهم، فتكونَ الياءُ عوضًا من الهمزة، فلم يَقُل ذلك، ولكنه جَمَع بين الهمزة والياء حين اضطُرَّ إلى ذلك، وأضاف إلى ذلك أَنْ قدَّم الهمزةَ على ألف "فَاعَلَ"، فقال: سَآيَلَ.

واعلمْ أن في هذا الفعل لُغَتين (٢)، وذلك أنه يقال: سَأَلَ يَسْأَلُ، كما يقال: دَأَبَ يَدْأَبُ، ويقال: سَالَ يَسَالُ، كما يقال: خَافَ يَخَافُ، وعينُ هذا واوٌ؛ لأنه يقال: هما يَتَسَاوَلَان، كما يقال: يَتَقَاوَلَان، ويَتَخَاوَفَان، فهو مثل: خَافَ، وَزْنًا وعَيْنًا.

وقُرِئ شاذًّا: {سِأَلْتُمْ} (٣)، وخُرِّجتْ على التداخُل؛ لأن الكسر على اللغة الثانية، والهمزةَ على اللغة الأولى (٤).

* الأَمِينُ المَحَلِّيُّ في "مِفْتاح الإعراب" (٥): قد يُنادى اسمُ الله تعالى مُرْدَفًا بالميم المشدَّدة قبلَ "إِلَّا"؛ إيذانًا بندور المستثنى وعِزَّتِه، كما يُنادى قبلَ "نَعَمْ" و"لا"؛ تنبيهًا على تحقُّق الجواب وصِحَّتِه (٦).

فصلٌ

تابعَ ذي الضم المضافَ دونَ أَلْ ... أَلْزِمْه نَصْبًا كأزيدُ ذا الحِيَل

(خ ١)


(١) بيت من المتقارب. ينظر: الشعر والشعراء ١/ ٤٥٧، ومجالس ثعلب ٣٠٨، والمحتسب ١/ ٩٠، والمحكم ٨/ ٥٤٧.
(٢) ينظر: الصحاح (س أ ل) ٥/ ١٧٢٣، والمحكم ٨/ ٥٤٧.
(٣) البقرة ٦١، وهي قراءة يحيى بن يعمُر وإبراهيم النخعي. ينظر: مختصر ابن خالويه ١٥، والمحتسب ١/ ٨٩، وشواذ القراءات للكرماني ٦٤.
(٤) الحاشية في: ١٢٥.
(٥) ١٠١.
(٦) الحاشية في: ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>