للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالجوابُ: أنهم لا يَقِفون على "إِنْ" دون "ما"، فدلَّ على أن التأكيد ... (١) للفعل، ولأنها قد لَحِقت الحرفَ لتوكيده في قوله (٢):

قَالَتْ: أَلَا لَيْتَمَا هَذَا الحَمَامَ لَنَا (٣)

ولأن الكلمة لو نُوي بها الانفصالُ لجاز الإخفاءُ، نحو: من مالك، وهذا كلُّه مذهب المبرِّد.

وأما س (٤) فإذا لَحِقت "ما" بعد سائر الحروف فيجوز عنده أن تأتي بالنون وأن لا تأتي، وأنشد أبو زَيْدٍ (٥):

زَعَمَتْ تُمَاضِرُ أَنَّنِي إِمَّا أَمُتْ ... يَسْدُدْ أُبَيْنُوهَا الأَكَارِمُ خَلَّتِي (٦)

وقال أحمدُ بنُ يحيى (٧): دخلت النون فرقًا بين "ما" هذه و"ما" الموصولةِ، وهذا خطأٌ؛ لأن "إِنْ" تجزم الفعل، ولزومُ الجواب يُوقِعُ الفرقَ بينهما (٨).

(خ ٢)

* قولُه: «و"يَفْعَلُ" آتِيا»: ومِنْ ثَمَّ كان وجودُهما أَمارةً على استقبال الفعل، ويشاركها (٩) في ذلك من الحروف عشرة: وهي السين، و"سوف"، والنواصبُ، وهي أربعة، و"لعلَّ"، و"لو" المصدريةُ، و"إِنْ" و"إِذْمَا"، وحادي عشرَ من معناه، وهو اقتضاؤه


(١) موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(٢) هو النابغة الذُّبْياني.
(٣) صدر بيت من البسيط، تقدَّم في باب عطف النسق.
(٤) الكتاب ٣/ ٥١٥.
(٥) النوادر ٣٧٤، ٣٧٥.
(٦) بيت من الكامل، لسَلْمان -أو سُلْميّ- بن ربيعة الضبي، أو لعلباء بن أرقم. ينظر: الأصمعيات ١٦٢، وأمالي القالي ١/ ٨١، والحجة ٣/ ٨٦، وأمالي ابن الشجري ١/ ٦٣، وخزانة الأدب ٨/ ٣٠.
(٧) مجالسه ٥٥١، ٥٥٢.
(٨) الحاشية في: ٢٨/أ.
(٩) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: ويشاركهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>