للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* وإنما أثَّر في منع صرفِ هذا النوع كونُه صفةً؛ لِمَا علمتَ من أن الصفة فرعٌ عن الاسم الجامد من وجهين:

أحدهما (١): أنها مشتقة منه، والمشتقُّ فرع المشتق منه.

والثاني: أنها محتاجة إليه لانتساب معناها.

وإنما أثَّر كونُه على وزن "أَفْعَل"؛ لأنه وزنٌ الفعلُ به أَوْلى؛ لأن في أوله زيادةً لمعنًى في الفعل دون الاسم، وما زيادتُه لمعنًى أصلٌ لِمَا زيادتُه لغير معنًى؛ لأن الأصل فيما يَختَلِف أن يكون لمعنًى.

وإنما اشتُرط أن لا تلحقه التاء؛ لتتحقَّق مشابهته للفعل؛ لأن الفعل لا تلحقه تاء التأنيث (٢).

* قولُه: «ممنوعَ تأنيثٍ» نظيرُ قوله: «في وصفٍ سَلِم» البيتَ.

وامتناعُ التأنيث بالتاء؛ إما لأن مؤنثه "فَعْلاء"، كـ: أَشْهَل (٣)، وأَحْمَر، أو "الفُعْلى"، كـ: أَفْضَل، وأَكْبَر، و (٤) لا مؤنثَ له معنًى ولا استعمالًا، كـ: آدَر (٥)، أو استعمالًا لا معنًى، كـ: آلَى (٦)، فهذه أربعة أنواع (٧).

وألغِينَّ عارِضَ الوصفيه ... كأربع وعارض الإسميه

فالأدهَمُ القيدُ لكونه وضِعْ ... في الأصل وصفا انصرافه مُنِع

وأجدل وأخيل وأفعى ... مصروفة وقد ينلن المنعا


(١) مكررة في المخطوطة.
(٢) الحاشية في: ١٤٨.
(٣) وصف من: الشَّهَل، وهو قلَّة السواد في حَدَقة العين، كأنَّه يميل إلى الحُمْرة. ينظر: القاموس المحيط (ش هـ ل) ٢/ ١٣٥٠.
(٤) كذا في المخطوطة، والصواب: أو.
(٥) هو مَنْ يصيبه فتقٌ في إحدى خُصْييه. ينظر: القاموس المحيط (أ د ر) ١/ ٤٩٠.
(٦) هو عظيم الإِلْية، وهي العَجِيزة. ينظر: الصحاح (أ ل ي) ٦/ ٢٢٧١.
(٧) الحاشية في: ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>