للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَيَعُوقًا} (١)، قال صاحب (٢) "اللَوَامِح" (٣): جَعَلاهما: "فَعُولًا"، فصرفاهما، فأما في قراءة العامة فصفتان من: الغَوْث، والعَوْق، "يَفْعُلُ" منهما، وهما معرفتان، فمُنِعا الصرفَ؛ للتعريف والوزن. انتهى.

والأول فاسد؛ لأن: "يغث" و"يعق" مفقودا المادةِ، وأيضًا فليسا صفةً من: الغَوْث، والعَوْق؛ لأن "يَفْعُلًا" لم يجئ اسمًا ولا صفةً.

وجعل ابنُ عَطِيَّةَ (٤) هذه القراءةَ وهمًا، وليس كذلك؛ لأنه يمكن أن تكون على لغة مَنْ يصرف جميعَ ما لا ينصرف، حكاه الكِسَائيُّ (٥) وغيرُه، أو على الصرف للمناسبة فيما قبلُ وما بعدُ، كما في: {سَلَاسِلًا} (٦)، و: {قَوَارِيرًا} (٧).

وقال الزَّمَخْشَريُّ (٨): وهي قراءة مُشكِلة؛ لأنهما إن كانا أَعْجميين أو عَرَبيين


(١) نوح ٢٣. ينظر: مختصر ابن خالويه ١٦٢، وشواذ القراءات للكرماني ٤٨٦.
(٢) هو عبدالرحمن بن أحمد بن الحسن العجلي الرازي، أبو الفضل، أحد أعلام المقرئين المحدِّثين الكبار، له: اللوامح في شواذ القراءات، وجامع الوقوف، وغيرهما، توفي سنة ٤٥٤. ينظر: معرفة القراء الكبار ٢٣٢، وغاية النهاية ١/ ٣٦١.
(٣) لم أقف عليه، وينظر: البحر المحيط ١٠/ ٢٨٦.
(٤) المحرر الوجيز ٥/ ٣٧٦.
(٥) ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٥/ ٦٦، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي ٢/ ١٠٢، وضرائر الشعر ٢٤.
(٦) الإنسان ٤، وهي قراءة نافع والكسائي وأبي بكر عن عاصم. ينظر: السبعة ٦٦٣، والإقناع ٢/ ٧٩٩.
(٧) الإنسان ١٥، ١٦، وهي قراءة نافع والكسائي وأبي بكر عن عاصم. ينظر: السبعة ٦٦٣، ٦٦٤، والإقناع ٢/ ٧٩٩.
(٨) الكشاف ٤/ ٦١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>