للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفسِها، وعلى هذه اللغة لا يجوز دخولُ اللام عليها، بخلاف اللغة الأُولى.

ع: لأنها على الأُولى حرفٌ مصدريٌّ بمنزلة "أَنْ"، هذا كلام ابنِ عُصْفُورٍ (١)، وهو مخالفٌ لكلام الشَّيْخِ؛ فإنه هنا جَزَمَ بأنَّ "كَيْ" ناصبةٌ، وفي غير هذا من كلامه قال (٢): إنَّ الداخلةَ عليها اللامُ ناصبةٌ، وغيرَها محتملِةٌ، والأرجحُ أن يكون النصبُ بها، فيكونَ بتقدير اللام قبلَها (٣)؛ لأنه قد ثبت في التي [دخلت] (٤) عليها (٥) اللامُ أن النصب بها.

قال: ويجوز كونُها تعليليَّةً، كالتي في: كَيْمَهْ؟ والنصبُ بـ"أَنْ" مضمرةً، ويرجِّحُه: ظهورُها في الضرورة في قوله (٦):

كَيْمَا أَنْ تَغُرَّ وَتَخْدَعَا (٧)

قلت: تجويزُه الأمرين من غير تقييدٍ بلغةٍ مردودٌ، وهذا البيت لا يدلُّ لِمَا ذكر؛ وإلا لدلَّ:


(١) جعل في شرح جمل الزجاجي ٢/ ١٤٢ النصبَ مع "كَيْ" على كل حال بـ"أَنْ" مضمرة، وأجاز إظهارها.
(٢) شرح الكافية الشافية ٣/ ١٥٣١ - ١٥٣٣.
(٣) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٤) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(٥) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٦) هو جَمِيل بن مَعْمَر.
(٧) بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:
فقالت: أكلَّ الناسِ أصبحتَ مانحًا ... لسانَكَ كيما أن تَغُرَّ وتَخْدَعا؟
ينظر: الديوان ١٢٦، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي ١/ ٨٣، وضرائر الشعر ٦٠، وشرح التسهيل ١/ ٢٢٤، والمقاصد النحوية ٣/ ١١٩٥، وخزانة الأدب ٨/ ٤٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>