للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَرَدتَّ لِكَيْمَا أَنْ تَطِيرَ بِقِرْبَتِي (١)

على أن التي بعد اللام ليست ناصبةً (٢).

* "كَيْ" إن دخلت عليها اللامُ فمصدريةٌ ناصبةٌ؛ لأن حرف الجرِّ لا يدخل على حرفٍ غيرِ مصدريٍّ، ومثالُه: {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ} (٣).

وإن لم تدخل عليها اللامُ؛ فإن دخلت على "ما" فجارَّةٌ، و"ما" مصدريةٌ، فلا نَصْبَ، مثل:

... كَيْمَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ (٤)؛

لأن دخولها على "ما" ينفي كونَ "ما" غيرَ مصدريةٍ، وكونَ "كَيْ" نفسِها مصدريةً، وثبوتُ مصدريةِ "ما" ينفي تقديرَ "أَنْ".

وممَّا يُشكِل ظاهرُه:

أَرَدتَّ لِكَيْمَا أَنْ تَطِيرَ بِقِرْبَتِي (٥)؛

لأن دخول اللام يُثبِت مصدريةَ "كَيْ"، و"ما" تنفيه عنها، وتُثبِتُه لها، وثبوتُ "أَنْ" ينفيه عن "ما"، ويُثبِتُه لها؛ لأنَّ "ما" يمكن دعوى زيادتِها، و"أَنْ" لا تزاد هنا.


(١) صدر بيت من الطويل، لم أقف له على نسبة، وعجزه:
... فتتركُها شَنًّا ببَيْداءَ بَلْقَع
ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢٦٢، والإنصاف ٢/ ٤٧٣، وشرح التسهيل ١/ ٢٢٤، والمقاصد النحوية ٤/ ١٨٩٠، وخزانة الأدب ٨/ ٤٨٤.
(٢) الحاشية في: ٢٩/ب.
(٣) الأحزاب ٣٧.
(٤) بعض بيت من الطويل، لقيس بن الخَطِيم، وقيل: لعبدالله بن معاوية، وهو بتمامه:
إذا أنتَ لم تنفعْ فضُرَّ فإنما ... يُرَجَّى الفتى كيما يضرُّ وينفعُ
روي: «يضرَّ وينفعَا» بالنصب، ولا شاهد فيه. ينظر: ذيل ديوان قيس ٢٣٥، ومعاني القرآن للأخفش ١/ ١٣١، والأمثال لأبي عبيد ١٣٠، والحيوان ٣/ ٣٦، والحماسة للبحتري ٤١٩، والزاهر ١/ ١٨١، وشرح التسهيل ٣/ ١٤٩، والمقاصد النحوية ٣/ ١١٩٦، وخزانة الأدب ٨/ ٤٩٨.
(٥) صدر بيت من الطويل، لم أقف له على نسبة، تقدَّم قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>