للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: أنه يقتضي حينئذٍ أن الألف التي للإلحاق والتي انقلبت عن أصلٍ ينقسمان إلى متجاوزَيْن للأربعة، فيحذفان، وإلى رابعةٍ ساكنٍ ثاني ما هي فيه، فيجوز فيها وجهان: الحذفُ والقلبُ، وإلى رابعةٍ متحركٍ ثاني ما هي فيه، فيجب الحذفُ، ولكن هذا النوع الأخير ما وُجِد، ولا يقتضي القياسُ ثبوتَه (١).

[والحذفُ في اليا رابعًا أَحَقُّ مِنْ ... قلبٍ، وحَتْمٌ قلبُ ثالثٍ يَعِنّْ] (٢)

(خ ٢)

* قولُه: «قَلْبُ ثالثٍ» أعمُّ من المقصور والمنقوص، بدليل أن الحكم فيهما واحد، ولم يتعرَّض للمقصور فيما مضى، والحاجةُ داعية إلى معرفة الحكم فيهما، وقد صحَّ تناوُلُ العبارة لهما؛ لأنه قال: «ثالثٍ»، ولم يقل: التاء الثالثة، كما قال: «يا المنقوصِ خامسًا»، «والحذفُ في اليا رابعًا» (٣).

* فائدةٌ: المتنبِّي:

وَكَمْ لِظَلَامِ اللَيْلِ عِنْدَكَ مِنْ يَدٍ ... تُخَبِّرُ أَنَّ المَانَوِيَّةَ تَكْذِبُ (٤)

ولقد أحسن ان (٥) دِحْيةَ (٦) في حديث المِعْراج لَمَّا ذكر أن الله سبحانه أكرم نبيَّنا محمد (٧) صلى الله عليه وسلم بأن أَسْرى به، وكان ذلك ليلًا؛ إبطالًا لقول الثَّنَوية: إن الظُّلْمة من شأنها الإهانةُ والشرُّ، والنورَ من شأنه الإكرامُ والخيرُ، ثم أورد البيتَ، ثم قال:


(١) الحاشية في: ١٧٧، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ٢/ ٤٤٩.
(٢) ما بين المعقوفين ليس في نسخة ابن هشام، ولعله سقط سهوًا، والحاشية الآتية متعلقة به. ينظر: الألفية ١٧١، البيت ٨٦٠.
(٣) الحاشية في: ١٧٧، ونقل ياسين في حاشية الألفية ٢/ ٤٤٩ قوله: «أعم من المقصور والمنقوص».
(٤) بيت من الطويل. ينظر: الديوان ٤٦٤، والفسر ٢/ ٥٦٥، وشرح الواحدي ٦٦١.
(٥) كذا في المخطوطة، والصواب: ابن. وهو عمر بن الحسن بن علي الكلبي الأندلسي، أبو الخطَّاب، إمام حافظ متفنن رحَّال، بصير بالحديث والفقه، مع حظ وافر من اللغة والعربية، له عدَّة تصانيف، توفي سنة ٦٣٣. ينظر: وفيات الأعيان ٣/ ٤٤٨، وسير أعلام النبلاء ٢٢/ ٣٨٩.
(٦) الابتهاج في أحاديث المعراج ١٢٣.
(٧) كذا في المخطوطة، والوجه: محمدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>