للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إحداهما: أن تدَّعي كونَها أصلًا في ذوات الأربعة غيرَ مكررة، والواوُ لا توجد في ذوات الأربعة إلا مع التكرير، نحو: وَعْوَع.

والآخَر: أن تجعلها زائدةً أوَّلًا، والواوُ لا تزاد أوَّلًا.

فإذا كان كذلك كان أَنْ تجعلَها أصلًا أَوْلى من أن تجعلها زائدةً؛ وذلك أن الواو قد تكون أصلًا في بنات الأربعة على وجهٍ من الوجوه، وهو التضعيف، فأما أن تزاد أوَّلًا فإن هذا أمرٌ لا يوجد على حالٍ.

ومِنْ ذلك: فيها قائمًا رجلٌ؛ فإن الرفع يقتضي تقدُّمَ الصفة على الموصوف، والنصبَ يقتضي مجيءَ الحال من النكرة، وهذا على قلَّته جائز، فاحتُمل.

وكذا: ما قام إلا زيدًا أحدٌ؛ عَدَلت إلى النصب؛ لأنك إن رفعت لم تجد قبلَه ما تُبْدلُه منه، وإن نَصَبت دَخَلت تحت تقديم المستثنى على المستثنى منه، وهذا وإن كان ليس في قوَّة تأخيرِه عنه، فقد جاز على كل حال (١).

وهكذا همزٌ وميمٌ سبقا ... ثلاثةً تأصِيلُها تَحققَا

(خ ١)

* ع: فإن قلت: قد قال ابنُ قُتَيْبة (٢): إن س (٣) قال: وكلُّ همزت (٤) جاءت أوَّلًا فهي زائدة إلا: أَوْلَق (٥)؛ لأنك تقول: أُلِق، فهو مَأْلُوق، و: أَرْطًى؛ لأنك تقول: أَدِيم مَأْرُوط، لا: مَرْطيّ؛ فهذا (٦) لم يَنُصَّ على اشتراط عددٍ.

قلت: رَدَّ عليه ابنُ السِّيدِ، وقال: لم يقل س هكذا، إنما قال (٧): فالهمزة إذا لَحِقَت أوَّلًا رابعةً فصاعدًا فهي زائدة أبدًا عندهم.


(١) الحاشية في: ٢٠١، ونقل منها ياسين في حاشية الألفية ٢/ ٥٠٩، ٥١٠ مسألة "وَرَنْتَل"، ولم يعزها لابن هشام.
(٢) أدب الكاتب ٦٠٩، ٦١٠.
(٣) الكتاب ٣/ ١٩٥، ٤/ ٣٠٨، ٢٣٥، وسيأتي ما في هذا النقل عنه.
(٤) كذا في المخطوطة، والصواب: همزة.
(٥) هو الجُنُون. ينظر: القاموس المحيط (أ ل ق) ٢/ ١١٥٠.
(٦) أي: ابن قتيبة.
(٧) الكتاب ٤/ ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>