للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

راحٌ، وطانٌ، وكبشٌ صافٌ، أي: ذو طِينٍ (١)، ورِيحٍ (٢)، وضعيف (٣)، [و] (٤) كثير الصُّوف (٥) (٦).

* قال أبو البَقَاءِ العُكْبَريُّ في "المِصْباح في شرح الإيضاح" (٧): اسمُ الفاعل الذي اعتلَّت عينه في الفعل يُعَلُّ؛ لأنه فَرْعُه، ومشابِهٌ له، فأُجري عليه حكمُه، وسواءٌ كانت العين واوًا أو ياءً، نحو: قائِل، وبائِع، فإن العين قد صُيِّرت همزةً.

ولهم في ذلك مذهبان:

أحدهما: أن العين أبدلت همزةً ابتداءً؛ لمجاورتها الطرفَ، ووقوعِها بعد ألف زائدةٍ، فأُعطيت حكم الطرف، كباب: كِسَاء، ورِدَاء؛ لأن ما جاور الشيءَ قد يُعطى حكمَه.

والمذهب الثاني: أنها أبدلت ألفًا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ لأنها تحركت وقبلها ألفٌ، وهي من جنس الفتحة، أو الألفُ غير حاجزٍ حصينٍ، فكأنَّها واقعة بعد الفتحة، فأبدلت ألفًا، واجتمع ألفان، فأبدلت الثانية همزةً؛ لئلا يجتمع ساكنان، ولم يحذف أحدهما؛ لئلا يلتبس "فَعِلَ" بـ"فاعِل"، ولأنك إن حذفت الثانية بطل المثال الأصلي، وبقيت الكلمة "فاع"، وإن حذفت الزائد بطل حكم البناء الأول الذي نظيره من الصحيح غيرُ مُغَيَّر، نحو: ضارب، ولم تُهمز الأولى؛ لأنه يؤدِّي إلى إبطال المد في الألف الزائدة، وإلى أن تُبدل همزةً ساكنةً، فتحذفَ المنقلبة عن العين أيضًا، فيختلَّ البناء.

فإن قيل: زعمت أن المجاوِر يُعطى حكمَ ما جاوره؛ فكيف صحّحت في: سِقَاية، وشَقَاوة، وعَبَاية، مع مجاورتها الطرفَ؟

قيل: الواو والياء هنا لم تُعلَّ هذا الاعتلالَ، بخلاف: قائِل، وبائِع، فإنهما عينان،


(١) ينظر: إصلاح المنطق ٢٦٧، وجمهرة اللغة ٣/ ١٢٨٣.
(٢) ينظر: الألفاظ ٣٦٢، والتقفية ٢٦٧.
(٣) ينظر: تهذيب اللغة ٦/ ٢١٧، والمحكم ٤/ ٤١٦.
(٤) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(٥) ينظر: العين ٣/ ٢٩٢، وإصلاح المنطق ٢٦٧.
(٦) الحاشية في: ٤٠/أ.
(٧) شرح التكملة ٥١٤ - ٥١٧ (ت. حورية الجهني).

<<  <  ج: ص:  >  >>