للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بهمزتين؛ لأنه من باب: سَحَابة وسَحَائِب، لا من باب: كُنَاسة (١) وكَنَائِس، وفي مثال: عُلَابِط (٢) من: سَأَلَ: سُؤَائِل، بهمزتين؛ لأنه غير جمعٍ، نَعَمْ؛ إن قلت: سُوَائِل، بالواو على حدِّ قولك في: جُؤَن (٣): جُوَن؛ فذلك جائز اتفاقًا، وأبو الحَسَن يقول: سُوَائِل، وسَوَائِم، على حدِّ: ذَوَائِب.

وعبارةُ "التَّسْهِيل" (٤): ولا تأثيرَ لاجتماع الهمزتين بفَصْلٍ، ولا يقاس على نحو: ذَوَائِب إلا مثلُه جمعًا وإفرادًا، خلافًا للأَخْفَش.

قلت: في: ذَوَائِب شذوذان: التسهيلُ مع انفصال الهمزتين، وكونُ المسهَّلِ الأولى، وعذرُ الأول: أن الجمع يستثقل فيه ما لا يستثقل في غيره، وعذرُ الثاني: أن حرف العلَّة لا يستقرُّ بعد ألف "مَفَاعِل" في هذا النحو (٥).

* قولُه: «والمدُّ زِيدَ»: فأما قراءة ابنِ كَثِير (٦) فيما رُوي عنه: {مِنْ شَعَايِرِ اللَّهِ} (٧) بالياء؛ فشاذٌّ، خلافًا للزَّجَّاج (٨)، فإنه أجاز ذلك قياسًا، فتقول: عَجَايِز، ورَسَايِل، نقله عنه صاحبُ (٩) "التَّرْشِيح" (١٠) (١١).


(١) هي القُمامة. ينظر: القاموس المحيط (ك ن س) ١/ ٧٨١.
(٢) هو الضخم، والقطيع من الغنم. ينظر: القاموس المحيط (ع ل ب ط) ١/ ٩١٥.
(٣) جمع: جُؤْنة، وهي ظرف طِيب العطَّار. ينظر: القاموس المحيط (ج ء ن) ٢/ ١٥٥٨.
(٤) ٣٠٢.
(٥) الحاشية في: ٢٠٦.
(٦) ينظر: جامع البيان للداني ٢/ ٦٠٨.
(٧) البقرة ١٥٨، والحج ٣٦.
(٨) لم أقف على كلامه هذا، وكلامه عن همز مدَّة المفرد في الجمع في معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٣٢٠، ٣٢١.
(٩) هو خطَّاب بن يوسف بن هلال القرطبي المارِدي، أبو بكر، من متقدمي النحاة والعارفين باللغة، أخذ عن أبي عبدالله بن الفخَّار، له: اختصار الزاهر لابن الأنباري، توفي بعد سنة ٤٥٠. ينظر: بغية الوعاة ١/ ٥٥٣.
(١٠) ينظر: ارتشاف الضرب ١/ ٢٦٠.
(١١) الحاشية في: ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>