للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* فأما قولُه (١):

يَا لَيْتَنِي وَهُمَا نَخْلُو بِمَنْزِلَةٍ ... حَتَّى يَرَى بَعْضُنَا بَعْضًا وَنَأْتَلِفُ (٢)

فعلى إنابة ضميرٍ عن ضميرٍ، وكذا: ما أنت كأنا، وعلى قول الفَرَّاءِ (٣) يكون "يا ليتني وهما" على الموضع، كقوله (٤):

يَا لَيْتَنِي وَأَنْتِ يَا لَمِيسُ (٥)

وأما: رأيتُك أنت، ومررتُ بك أنت؛ فعلى الإنابة أيضًا، وهو مطَّرد في باب التأكيد، دون ما قدَّمنا، وسيأتي (٦) تعليلُه في بابه.

فإن قلت: إذا قلت: كان زيد هو الفاضلَ؛ فليس لهذا موضعُ إعرابٍ أَلْبَتَّةَ، لا رفعٌ ولا غيره عند ص (٧):

وَمَا لَهُ مَحَلُّ إِعْرَابٍ لَدَى ... أَئِمَّةِ البَصْرَةِ حَيْثُ وُجِدَا (٨)

قلت: ولا هو ضميرٌ على المذهب الصحيح، وكلامُنا في الضمائر.

فإن قلت: يلزم فسادُ طَرْدِ قولِه فيما تقدَّم: «فَمَا لِذِي غَيْبةٍ» البيتَ.


(١) لم أقف له على نسبة.
(٢) بيت من البسيط. ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣١١، وضرائر الشعر ٢٦٠، والتذييل والتكميل ٥/ ٢٠٧، وارتشاف الضرب ٥/ ٢٤٤٥، وخزانة الأدب ١٠/ ٣١٤.
(٣) معاني القرآن ١/ ٣١١.
(٤) لم أقف له على نسبة.
(٥) بيت من مشطور الرجز. ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣١١، ومجالس ثعلب ٢٦٢، والمنتخب لكراع ١/ ٦٣٣، وشرح التسهيل ٢/ ٥٢، والتذييل والتكميل ٥/ ٢٠٧، والمقاصد النحوية ٢/ ٧٨٢، وخزانة الأدب ١٠/ ١٨، ٣١٤.
(٦) ص ١٠٢٩.
(٧) ينظر: الكتاب ٢/ ٣٩٠، والأصول ٢/ ١٢٥.
(٨) من أبيات "الكافية الشافية" لابن مالك التي جاءت في بعض نسخها. ينظر: شرح الكافية الشافية ١/ ٢٣٩ ح ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>